إلى عهد قريب كانت تلقب بالجوهرة الزرقاء، وعلى وما يبدو فقد سقط عنها هذا الإسم وخاصة في الشاطئ الشعبي الممتد من الصخور إلى غاية مخيم “لينيرجي” فبمجرد وضع أرجلك في مدخل الشاطئ عند نقطة الصخور تصدمك مظاهر شاذة أولها استقبالك من طرف جماعات متفرقة من الشمكارة الذين ينتشرون عبر طول الشاطئ متربصين لكل غافل عن أمتعته لينهبوها زيادة على الاستفزازات التي يقومون بها نحو المصطافين، وإذا تمددت على الشاطئ للاستمتاع بنسيم البحر، فحلمك سيتبخر بعد أن تنتشر سحب الشيشة من كل جانب لأن قارورات الشيشة أصبحت تكتري على طول الشاطئ وكأنك في مقهى للشيشة، وإن سئمت هذا الوضع، وحاولت الاستحمام، فأثناء عبورك الشاطئ نحو مياه البحر تصدمك عدة كرات لأن الشاطئ تحول إلى مئات الملاعب الصغيرة لكرة القدم، وأنت تسبح في مياه البحر التي غابت عنها زرقتها بسبب الأوساخ تفاجأ من حين لآخر بكلب يسبح إلى جانبك في نشوة من صاحبه، وإذا سلمت من الكلب فتفزعك دراجة مائية تجري بسرعة صاروخية، فهذه كلها مآسي يجنيها كل من حاول البحث عن لحظة استجمام على شاطئ عمومي تمت خوصصته بعد أن احتل أصحاب المقاهي والمطاعم الشاطئية جزءا كبيرا من الشاطئ ناشرين كراسيهم ومظلاتهم البحرية، كل هذا دون أن ننسى مشكل النقل خاصة أيام الجمعة والسبت والأحد، حيث يكون إقبالا كبيرا على الشاطئ مما يخلق أزمة نقل عند العودة ليتدخل النقل السري في ظروف غير سليمة وتنشط المضاربات في تعريفة الطاكسيات أمام كثرة الطلب وقلة العرض ليصل الثمن أحيانا إلى أربعين درهما عوض عشرين درهم؟ فمن سيرد الاعتبار لشاطئ السعيدية؟ فهذه مسؤولية الجميع، بلدية، باشوية، أمن، درك ملكي تحت إشراف عمالة بركان وبتنسيق من ولاية وجدة فالكل يجب أن يتدخل بصفة استعجالية حسب موقعه لرد الأمور إلى نصابها إذا أردنا أن تصبح السعيدية يوما مدينة سياحية بالمعنى الحقيقي للسياحة وليس المعنى الصوري وحتى لا يسقط كليا لقب الجوهرة الزرقاء عن المتنفس البحري لسكان الجهة الشرقية.