محمد معتصم يعمق أزمة الأصالة والمعاصرة أربكت الأجندة التي طرحها مستشار الملك محمد معتصم على الأحزاب السياسية بشأن تقديم موعد الانتخابات المقبلة، مساندي عقد المؤتمر الاستثنائي في حزب الأصالة والمعاصرة. وأشارت مصادر مقربة من مجموعة العشرة التي يتزعمها صلاح الوديع وبنشماس، إلى أن بعضا من هؤلاء أخذوا يراجعون أوراقهم، وبرز ذلك جليا من خلال تأجيل الندوة التي كانوا ينوون تنظيمها بالصخيرات بهدف تسليط الضوء على المشاكل التنظيمية التي يعانيها الحزب وتوضيح خلفيات الدعوة إلى استعجال عقد المؤتمر. وكشفت المصادر ذاتها أن الجناح اليساري في الحزب كان ينوي استغلال الندوة المذكورة لجمع توقيعات ثلثي أعضاء المجلس الوطني بهدف ضمان النصاب القانوني لاستكمال أشغال دورته الأخيرة التي بقيت مفتوحة. وتضيف أن رفاق الوديع كانوا يعتزمون تجاوز رئيس المجلس الوطني حسن بنعدي بالدعوة إلى اجتماع المجلس الوطني، واستصدار قرار تنظيم المؤتمر الاستثنائي. وترى المصادر ذاتها أن الحزب يعيش حالة ارتباك حقيقي بسبب تسارع الأحداث بداية من استقالة مؤسس الحزب فؤاد عالي الهمة من مهامه على رأس لجنتي الانتخابات والتتبع بالحزب، وما تلاه من إخطار لرئيس آلية التشاور السياسي التابعة للجنة تعديل الدستور الأحزاب بتقديم موعد الانتخابات في الأسبوع الثاني من شهر أكتوبر، إذ يبدو أن الأصالة والمعاصرة سيواجه صعوبات جمة في استعداده للانتخابات المقبلة، إذا ما استمرت حرب المواقع الداخلية والتي زادتها استفحالا الأعطاب التنظيمية التي يشكو منها الحزب، كما عبرت عن ذلك بوضوح القراءة النقدية الأخيرة لشاعر الحزب وناطقه الرسمي صلاح الدين الوديع، والتي قال فيها " تخلينا عن حركة لكل الديمقراطيين التي كانت قبلة الشباب، وحلمهم كما يُتخلى عن طفل صغير على قارعة الطريق، ثم قصدنا عجوزاً شمطاء عاقراً نكنس عند رجليها المعقوفتين". وساهم الوضع الذي تعيشه الأمانات الجهوية، تضيف المصادر ذاتها، في دخول الحزب مرحلة تقترب من التحلل التنظيمي، ذلك أن عددا من اللجان الجهوية والإقليمية لم تلتئم منذ شهور، فضلا عن مقرات حزبية مهددة بالإغلاق، بسبب عدم أداء أقساط الكراء، وموظفين بها لم يتسلموا رواتبهم منذ شهور، كما هو الشأن بالنسبة لمدينة الدارالبيضاء، وهو المأزق الذي عبر عنه مؤسس الحزب فؤاد عالي الهمة بعبارات دالة وردت في رسالة استقالته، والتي تحدث فيها عن صراعات جانبية وانقسامات غير مبررة في المكتب الوطني، وتعطيل عمل اللجان والخروج عن التصور التنظيمي للحزب، وانهيار الآمال المعلقة على تجربة الأصالة والمعاصرة. وما زاد من هذا الارتباك، تضيف المصادر ذاتها، أن استقالة الهمة من رئاسة اللجنة الوطنية للانتخابات في غياب شخص يحظى بالإجماع داخل الحزب، من شأنه فتح الباب أمام بؤر توتر جديدة حول منح تزكيات الترشح للانتخابات، ذلك أن جناح اليساريين يرى أن الشيخ بيد الله المساند لجناح الأعيان الوافدين على الحزب، سيتحكم إلى جانب شخصيات مقربة منه في منح التزكيات، وهو ما يعني تهميش الجناح اليساري في المكتب الوطني الذي يرى في الأمر تزكية للتوجه " المحافظ" داخل الحزب الذي يرفض إحداث رجة تنظيمية والتعجيل بعقد المؤتمر لتجديد هياكل الحزب جهويا ووطنيا، قبل خوض غمار الانتخابات. من جهة أخرى، أفادت المصادر ذاتها أن أعضاء من مجموعة العشرة يتصلون بفؤاد عالي الهمة لثنيه عن قرار الاستقالة من لجنة الانتخابات وإقناعه بأن الصدمة النفسية التي خلفها القرار حققت أهدافها، ما يفرض استعجال عودته لحضور إجتماعات المكتب الوطني والإشراف المباشر على تأمين عودة التوازن الداخلي للبام في هذه الظروف العصيبة التي يجتازها اليوم، ومن أجل تفادي حدوث إنشقاق يمكن أن يفجره صراع التزكيات، إذا ما ظلت الأمور على حالها.