تخليدا للذكرى الرابعة عشر للخطاب الملكي السامي بوجدة بتاريخ 18 مارس 2003، نظمت الجمعية الموصلية للطرب الغرناطي بوجدة وكورال أندلسية المغرب من الدارالبيضاء سهرة فنية غرناطية أندلسية كبرى "الموروث الثقافي الأندلسي المغربي" وذلك يوم السبت 18 مارس 2017 بمسرح محمد السادس بوجدة بشراكة مع ولاية جهة الشرق و جامعة محمد الأول والمركز الجهوي للاستثمار والمديرية الجهوية لوزارة الثقافة بالإضافة إلى جمعية وجدة فنون ومؤسسة مغرب الثقافات وهذا بمشاركة جوق الموسيقى الأندلسية من مدينة فاس ومجموعة الحضرة الشفشاونية بالإضافة إلى رواد الجمعية الموصلية وكورال أندلسية المغرب و حضور فنانين ومنشدين. وبالنظر إلى الأهمية التي تكتسيها هذه التظاهرة الفنية والثقافية الهامة التي تدخل في إطار الأنشطة المتميزة والمبرمجة خلال الموسم الثقافي للجمعية الموصلية 2016/2017، لتأكيد مدينة وجدة الألفية كمحطة أساسية تقام بها اللقاءات الفنية الكبرى بالمغرب دعما لملف تكريس هذا الطرب المحلي الأصيل والراقي كتراث إنساني لا مادي وانفتاحه على باقي الألوان الفنية بالمملكة، فقد تمت دعوة العديد من الشخصيات الوازنة من فاس والرباط والدارالبيضاء التي أبت إلا أن تلبي الدعوة وتشارك في رفع مستوى السهرة التراثية أداء وحضورا بالإضافة إلى الجمهور الوجدي الذي غصت به جنبات المسرح. وتخلل برنامج هذا السمر الفني الراقي عدت فقرات كان أولها، بعد الكلمات الافتتاحية لكل من الجمعية الموصلية والمديرية الجهوية للثقافة وكورال أندلسية المغرب، أداء النشيد الوطني من طرف المجموعة الكبرى بتنسيق الأستاذ عبد الحميد السباعي مرفوقة ببراعم الجمعية الموصلية للطرب الغرناطي بوجدة تحت إشراف الشاب رضوان الحاج علي مني. تبع ذلك عمل جماعي مميز من فكرة وتنسيق الرئيس المؤسس لكورال أندلسية المغرب، أداه بإتقان واحترافية على نفس الخشبة وفي تناسق وتناغم تام كل من رواد الجمعية الموصلية للطرب الغرناطي بإشراف محسن الزموري، وجوق الموسيقى الأندلسية بفاس برآسة الأستاذ محمد العثماني ومجموعة الحضرة الشفشاونية بتنسيق الشابة ريم سري وشابات وشبان كورال أندلسية المغرب مع المشاركة المتميزة للفنانين: بيان بلعياشي – الطرب الغرناطي، عبد الإله بن الشرادي – فن الكَناوي، آيت الله عمران شقارة – التراث التطواني والمنشد عادل حجي– طرب الآلة والسماع الصوفي. ولعل أبرز ما تميز به هذا الحفل، والذي يدخل في إطار تخليد الجمعية الموصلية الثلاثينية للذكرى الرابعة عشر للخطاب الملكي السامي بوجدة بتاريخ 18 مارس 2003 الذي رسم خارطة الطريق للتنمية الشاملة للجهة الشرقية و تكريس ريادة مدينة وجدة العريقة، وعلى بعد أيام قلائل عن العيد الوطني للمجتمع المدني، هو أداء وصلات فريدة من السماع الصوفي وموسيقى العالم بالإضافة إلى مقطوعات من فن الحضرة الشفشاونية وبضعا من التراث التطواني والفن الكَناوي، لاقت تجاوبا كبيرا لدى الجمهور الوجدي الشغوف لمثل هاته الأنشطة الفنية الهادفة والمتميزة. وفي الأخير، وبعد إلقاء كلمته الختامية، سلم السيد بدر الدين بلعياشي رئيس الجمعية الموصلية للطرب الغرناطي بوجدة رفقة أعضاء المسير للجمعية وبعض المسؤولين، شواهد تقديرية للأساتذة والفنانين والمنشدين الذين أحيوا الحفل والذي حضره السيد الكاتب العام للولاية، والسيد رئيس جماعة وجدة والكاتب والباحث المغربي حسن أوريد ورئيسة جمعية أصدقاء الشارة الوردية من الدارالبيضاء ومديرة المعهد الفرنسي بوجدة ورؤساء بعض المصالح الخارجية ورئيس جمعية وجدة فنون ومدير الوكالة الجهوية للتعاون والتنمية ومدير معهد الدراسات العليا في التدبير وممثلين عن المجالس المنتخبة لجهة الشرق وعمالة وجدة-أنكَاد بالإضافة إلى بعض الضيوف الذين تحملوا مشاق وتعب السفر والتنقل من مدن فاس والقنيطرة والرباط والدارالبيضاء.