تماشيا مع الاستراتيجية الوطنية والجهوية والمحلية التي تستلهم مضامينها من التعليمات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله في مختلف خطاباته سواء في اطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية،وكذا في إطار الجهوية الموسعة والبرامج الحكومية في التنمية المستدامة على الصعيد الجهوي والمحلي،التي تعتمد أساسا على دعم الأنشطة المدرة للدخل التي تتميز بالتنوع والابتكار والاستدامة،إضافة إلى تفعيل التعاقدات الكبرى بين الفاعلين العموميين والتنظيمات المهنية والمجتمع المدني. ترأس عبد النبي بعيوي رئيس جهة الشرق بمدينة فجيج رفقة والي الجهة حفل توقيع عدة اتفاقيات تهم خلق أكثر من عشرة مشاريع تنموية بكلفة إجمالية فاقت 72 مليون درهم،تجاوز فيها نصيب مجلس جهة الشرق 35.7 مليون درهم،وستساهم هذه المشاريع التي أبدع فيها مجلس جهة الشرق ورئيسها في خلق أكثر من 8000 منصب شغل،منها 3838 منصبا قارا و4244 منصبا موسميا،وهو ما يعد بخلق ديناميكية جديدة بجماعات إقليم فجيج التي عانت التهميش والهشاشة. كما ينتظر من هذه المشاريع أن تخلق رواجا اقتصاديا وحركية تنموية قد تبعد عن سكان هذا الإقليم شبح الفقر وتحفزهم على الانخراط بإيجابية في ابتكار مشاريع جديدة تكون قادرة على خلق الثروة وتجاوز آفة البطالة،خصوصا وأن هذه المشاريع قد روعي فيها الخصوصيات الطبيعية للمنطقة عبر تثمين المنتجات المحلية ومواردها. وقد همت المشاريع التي أشرف رئيس الجهة على توقيع اتفاقياتها مجالات إحداث وحدة لتثمين وتسويق مادة آزير (إكليل الجبل) ومستخلصاته بجماعة تالسينت بكلفة تقدر ب 6.6 مليون درهم)،وإحداث وحدة لتربية النحل وإنتاج وتثمين مادة العسل بجماعة بومريم (5.1 مليون درهم)،وإحداث وحدة لتثمين وتسويق منتوج الزيتون بمنطقة تاكيطونت بجماعة بني تجيت ( 4.5 مليون درهم،وإحداث وحدة لتثمين وتسويق مادة الكمون وتأهيل ضيعات الإنتاج بجماعة بني كيل وجماعة عين شعير ( 6.1 مليون درهم،وإحداث وحدة لتربية الإبل بجماعة عين شواطر (فاقت 5.5 مليون درهم)،وإحداث وحدة لإنتاج وسقل وتسويق حجر إيش بجماعة بني كيل ( 5.2 مليون درهم،ووإحداث وحدة لتربية الدجاج البياض لإنتاج البيض والكتاكيت بجماعة عين الشعير ( 2.6 مليون درهم،وإحداث وحدة لإنتاج الفلفل الأحمر ومستخلصاته بمنطقة المنكوب جماعة بني كيل (3.1 مليون درهم)،وإحداث وحدة للدباغة ومعالجة الصوف وإنتاج الخيط (5.7 مليون درهم)،وإحداث منتجع سياحي بمدينة فجيج بكلفة 28 مليون درهم). ومن خلال هذه المشاريع تتضح الرؤية التنموية التي يعالج بها مجلس جهة الشرق موضوع التنمية المجالية وخلق الثروة واستغلال الموارد الطبيعية المحلية لإبداع أنماط من المشاريع المذرة للدخل في إطار رؤيته الشمولية لتنمية الجماعات الواقعة بالأقاليم الحدودية وخلق فرص بديلة للشغل تغني سكان هذه المناطق للتعاطي للاقتصاد غير المهيكل وخاصة التهريب الذي كان النشاط الأوحد بالمناطق الحدودية. وتبقى هذه المبادرة الجريئة التي أشرف عليها رئيس مجلس جهة الشرق المبادرة الأولى التي تعرفها هذه المنطقة التي عانت التهميش والإقصاء منذ الاستقلال،باعتبارها مبادرة استراجية ذات أبعاد اقتصادية وتنموية واجتماعية مدروسة ومرتكزة على معطيات علمية دقيقة،ولا يمكن فهم قيمة الرؤية الإستراتيجية التي يعالج بها مجلس الجهة ورئيسها مشاكل إقليم فجيج وجماعاته إلا باستكمال المشاريع الأخرى التي يعتزم المجلس تنفيذها بجماعات هذا الإقليم وهو ما أعطى للقاء وزنه الحقيقي ضمن سلسلة الاجرارات المقبلة.