من" بيرخا" الإسبانية، يتحدث ذ. لعروسي المرابطي من خلال هذه المراسلة الخاصة لغة هموم المهاجرين المغاربة بإسبانيا، بناء على متابعات ميدانية... وهي رسالة واقعية للمسؤولين المغاربة، بالدرجة الأولى، ورسالة للمسؤولين الإسبانيين، كما هي رسالة للمنتظم الدولي المتغني بحقوق الإنسان إسبانيا: لعروسي المرابطي
البارحة، 15 فبراير 2008، تلقينا مكالمة من بعض العمال المغاربة، الذين يعملون في منطقة بيرخا، كانوا بصدد وقفة احتجاجية على الظروف اللاإنسانية التي يعيشون فيها، كان عددهم 76شخصا، ينتمون إلى مختلف المناطق بالمغرب.. الموضوع الذي أفاض الكأس في احتجاجهم، هو أنهم تلقوا زيارة مفاجئة من طرف دوريتين من الحرس المدني، وأخرى من الأمن الوطني، دون سابق إنذار مما يطرح عدة تساؤلات بالنسبة إليهم، خصوصا أنهم يتعرضون دائما لاستفزاز الباطرون؛ من خلال تهديدهم بالعودة إلى المغرب لدفعهم إلى مضاعفة فاعلية إنتاجيتهم.. أسبوعا قبل هذا الاحتجاج، تلقت النقابة الأندلسية للعمال، شكاية أخرى من طرف مهاجرين، من دولة السيبغال، يعملون في نفس الظروف التي تعود بنا إلى زمن الرق، وكانت النقابة قد عقدت ندوة صحفية، أثارت ردود فعل، خصوصا من المقاولة التي تعمل على جلب اليد العاملة من خارج إسبانيا، وأعلنت أن مهمتها، تنتهي عندما يسلم العمال إلى أرباب العمل، وأنها ليست مسؤولة عن عدم تطبيق محتويات التعاقد، مما يضرب عرض الحائط بنود العقدة التي بموجبها اقتنع العمال بالمجيئ للعمل بإسبانيا.. عندما ذهبنا لزيارة الموقع، تفاجأنا كثيرا من هول الظروف التي يعيش فيها العمال، بدءا بالسكن، ومرورا بساعات العمل، وانتهاء بالطريقة التي يتعامل بها مسؤولو الشركةن من الضغوطات والتهديدات، ولا أدل على ذلك، حرمانهم من تسوية ملفاتهم المتعلقة بتواجدهم القانوني بإسبانيا؛ بحيث إن منهم من عمل أكثر من خمسة أشهر، ولم يتوصل حتى الآن برخصة السكن والعمل، هذا، وإليكم طبيعة الظروف المعيشية التي هم فيها: تسع ساعات من العمل يوميا، وليس ثمانية، دون احتساب الساعة الإضافية على أنها ساعة يؤدى عنها بخلاف الساعات العادية. يعملون في أيام الآحاد والسبت، دون اعتبارها ساعات إضافية، إضافة إلى الاشتغال أثناء أيام الأعياد. في إطار المعالجة الكيماوية للمنتوج، لا تحترم الشروط التي بها تتم هذه العملية، منها: تكوين العمال الذين يقومون بها تقنيا، ومراعاة أيضا لسلامة العامل الضحية. انعدام الأدوات الضرورية في هذا العمل( الأدوات الوقائية بالخصوص) ستة وسبعون شخصا، موزعون على أربعة بيوت( أي: ثمانية عشر شخصا في بيت واحد، مطبخ مشترك، وحمام مشترك جماعي.. ثلاثة كيلومترات من المشي حتى العمل يوميا، مما يتطلب الاستيقاظ على الساعة الخامسة، والعودة مشيا أيضا. اقتطاع 120 أورو في الكراء، مع العلم أن القانون في هذا الصدد، يشترط سكنا لائقا، وليس علبة من السردين. أمام هذه الظروف، ثمة 16 شخصا فضلوا العودة الشهر الفائت؛ على البقاء تحت هذه الظروف.. ملاحظة أخيرة: اليوم، تم طرد ثلاثة منهم؛ كرد على احتجاج الأمس، مع تهديدهم بالطرد إلى المغرب. وبالمناسبة، أخبرهم الباطرون أيضا بأنه في الغد، سيأتي إليهم مصحوبا بالقنصل المغربي بألميريا. عند عودتنا من مقر إقامة العمال، أوقفنا عند الباب الرئيسي، أحد المسؤولين، مقدما نفسه على أنه المسؤول في معالجة المنتوج طبيا بهذه الضيعة، متسائلا عمن نكون، ولما أخبرناه على أننا فقط وسطاء اجتماعيين، أخبرنا بأننا في ضيعة خاصة، ولا يمكن الدخول إليها دون إذن مسبق، مما يعني أننا في نظام أبارتايد جديد، وبالمقاس الإسباني هذه المرة.