" قاسني السرطان هذه ثلاث سنين... وبديت نداوي في الأول غير بالدواء، ومن بعد بالأشعة ... لكن المشكل ماشي في الأشعة، الله يخلف عليهم راهم يديروها لي هنا... المشكل في الأدوية غالية... غالية بزاف... وما عنديش دوا واحد وكل مرة يبدلوه... غالي ... غالي... وأنا ما عنديش... أنا غير أمرة مسكينة..." تشتكي السيدة العجوز دون أن تنقطع عن البكاء والشهيق بنبرة اليائسة الحزينة المقهورة العاجزة وسط مريضات فقيرات بمختلف أنواع السرطان، واللائي جمعتهن" جمعية لمسة شفاء لمحاربة داء السرطان بالجهة الشرقية" بمركز الشفاء لاستقبال المستفيدين من خدمات المركز الجهوي للأنكولوجيا بوجدة؛ لزيارتهم ودعمهم نفسيا وماديا بالنسبة للبعض الذين هم في حاجة ماسة لاقتناء الأدوية الحيوية الضرورية لمتابعة العلاج... عاقل راضية تبلغ من العمر سبعين سنة، غير متزوجة ومصابة بسرطان عنق الرحم، إضافة إلى مرض السكري. وقد أصيبت السيدة عاقل بهذا المرض الخبيث منذ ثلاث سنوات. لقد أنهكها الفقر والعوز أكثر من لسعات المرض الخبيث، حيث لم يعد في استطاعتها الاستمرار في متابعة العلاج الذي يتطلب مصاريف كبيرة..." الراديو انتاع الصدر... السكانير... التحاليل... راه يتقام ذاك الشي حتى ال500 ألف فرنك في النهار الأول في الشهر... عاونوني المحسنين... واليوم ما عندي غير رحمة الله..". وجدت المريضة الخير والدعم والمساعدة في أريحية جيرانها الذين يحيطونها بالرعاية والعطف، ويحاولون التخفيف عنها؛ مع العلم أنها تقطن في بيت لوحدها وسطهم. تعاني السيدة عاقل راضية كذلك من مرض السكري، ورغم أنها تستفيد من خدمات المستوصف العمومي إلا أنها مضطرة لشراء أدوية لنفس المرض غير موجودة بصيدلية المستوصف، إضافة إلى التحاليل المرتبطة به على العينين والرئتين، تتراوح كلفتها ما بين 700 و1000 درهم، يشترك في جمعها الجيران كل حسب استطاعته. لم تجد راضية المريضة بالسرطان ما كان من المفروض أن تجده لدى بعض الأقرباء جداًّ منها بين أفراد عائلتها الذين مزقوا بينهم وبينها خيوط الأخوة والقرابة، وتخلوا حتى عن صلة الرحم بها، ولو للتحدث معها ومنحها كلمة جميلة، وعبارة مواساة تحس عبرها أنها" غير مقطوعة" وليست وحدها في هذه الدنيا، هي التي كان يمكن أن تكون جدَّة، أو تلعب دور الجدة في الأسرة، هي التي لم يبق لها كثيرا وترحل عنهم، حاملة معها معاناتها وهمومها وتريح وتستريح... " اجبرت الخير في جيراني ما جبرتوش في أحد الغير... نتمنى من الله ومن المحسنين واللي في قلبه الرحمة باش يشوف من حالنا... راه بالدواء راحنا عايشين وهاذ الدواء راه من عطف المحسنين... والله يخلصهم ويكافيهم ويحفظ لهم العزيز عليهم... ". كانت هذه هي عبارات توسلات أطلقتها السيدة بعد أن أوقف العلاج المرض الخبيث لكن مصاريف متابعته فاق ثقل المرض ذاته، ونهش نفسيتها بكثرة تفكيرها في عواقب ذلك لولا دعم المحسنين وجمعية" لمسة شفاء لمحاربة داء السرطان بالجهة الشرقية" بعد رحمة الله ورأفته وشفقته، توسلات وجهتها لذوي القلوب الرحيمة بعد الله لتقديم المساعدة وإدخال الأمل عليها هي التي بقيت وحيدة إلا من عون الله ورحمته... لمن أراد تقديم عون ومساعدة هذه السيدة التي تتواجد بأحد البيوت المتواضعة في حي الوفاق الهامشي بحي ابن مراح رقم 45 بزنقة رقم 13 بمدينة وجدة، وتحل هاتف رقم 077674108 ، والله لا يضيع أجر من أحسن عملا، "... ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا " صدق الله العظيم. كما في إمكان المحسنين الاتصال برئيسة جمعية" لمسة شفاء لمحاربة داء السرطان بالجهة الشرقية" صاحبة الهاتف رقم 061463460 وهي الجمعية التي تؤمن متابعة العلاج وتدعم المرضى نفسيا.