تتذكر ساكنة كافايت العامل السابق بنعمر الذي كان يقوم بزيارات متكررة لهذه البلدة الصغيرة، فقد كان يخرج مع أسرته الصغيرة في جولات استجمامية بالقرب من العيون المتدفقة.. كانت زيارات العامل السياحية تعطي إحساسا بأن البلدة لها أهمية وقيمة سياحية.. ولقد أثمرت بعض الاهتمام بالقرية، فاستفادت من بعض المنجزات التي كان لها وقع في نفوس الدكافيتيين، وتمنوا لو أن الأمر يستمر.. ويطول... بعد انتقال العامل بنعمر، عادت كافايت إلى النسيان، ولا شيء تغير في هذه البلدة الصغيرة الواعدة التي لا تزال تنتظر أن يرفع عنها التهميش... فلم تشفع لها مناظرها الطبيعية الخلابة، ولا الينابيع المائية المتدفقة ماءا رقراقا، ولا دورها الاقتصادي في تزويد المنطقة بالمنتجات الفلاحية... بدا الاهتمام بدكافايت سياحيا منذ مجيء عمال روس إلى جرادة لبناء وتشغيل المركب الحراري، وإليهم يرجع الفضل في إعطائها الاهتمام السياحي الذي بدأ ينتبه إليه سكان المناطق المجاورة، ومنذ تلك الفترة، وهي تحظى بإقبال متزايد، لكن البنية السياحية البدائية لم تساعدها على التطور والنمو أكثر. ولو أعطي لها بعض الاهتمام لاحتلت مكانة متميزة، ولأصبحت وجهة سياحية تنعش المنطقة، وتفتح منافذ العيش لبعض ساكنتها... الإمكانيات المحدودة للساكنة لم تستطع أن تقدم صورة ذات جودة لرواد البلدة الذين يعشقونها، ويواظبون على زيارتها باستمرار؛ بينما يظل تدخل الدولة غائبا على جميع الأصعدة، سواء على المستوى السياحي، والفلاحي، والاجتماعي والاقتصادي... هكذا.. وحدها كافايت، لا تزال تعيش التهميش المركب داخل التهميش.. تصارع بإمكانات بسيطة، وبسواعد أبنائها؛ لإثبات وجودها ، وكل النداءات المتصاعدة والمتتالية، لم تستطع كسر جدار الصمت المطبق عليها وحولها... أصبح أبناء البادو يحلمون بزيارة ملكية، تكون حافزا للسلطات للانتباه إلى هذه البلدة المنسية المتوارية وراء جدران التهميش، كما كانت عليه البلدات المنسية في نواحي خنيفرة، التي أعطتها الزيارة الملكية ميلادا جديدا، وشعورا بالانتماء تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الذي يوزع عطفه على هذا الوطن العزيز لقد استرعى انتباه ساكنة جرادة، وكل زوارها من المناطق المجاورة بمناسبة الزيارة الملكية، عامل الإقليم وهو يتابع الأعمال والترتيبات والتزيينات عن كتب ليل نهار، وقد كدنا ننسى وجهه منذ أن أطل علينا أول تعيين بإقليم جرادة، ورئيس المجلس البلدي يقتطع لحظات من زمنه الثمين لمشاريعه الشخصية اهتماما لم يكن لو لم تكن الزيارة الملكية!؟! ملاحظة: البادو كلمة رمزية لدى شباب كافايت، تحيل على ذلك الشخص المرتبط بأرضه عندما يستريح على جانب الأرض المجاورة للساقية بعد جهد من العمل...