المنتدى المدني لمغاربة أوروبا مرت سنة على انطلاق الربيع العربي, وعرف المغرب في خضم هذا الحراك تحولات كبرى لاشك أنها ستؤثر إيجابا على مستقبله السياسي وعلاقته بدول الجوار وعلى وثيرة نموه الاقتصادي. وكانت الجالية المغربية كعادتها حاضرة في هذا الحراك الذي أفرز في مرحلته الأولى دستورا جديدا ينص لأول مرة على الحقوق السياسية لمغاربة الخارج (الفصول:16،17،18،30،و163 ). كما كان لمغاربة الخارج وتنظيماتهم المدنية حضورا قويا في هذه الحركية وفي المساهمة بالتأطير والاقتراح والتعريف بالقضايا العادلة للشعب المغربي وقواه الحية. وشارك المنتدى المدني لمغاربة أوروبا بشكل فاعل ورزين في هذه الحركية عبر دعم النضالات والحركات الاحتجاجية في الداخل وعبر توسيع النقاش حول النص الدستوري الجديد وآليات تنزيله وتفعيله. لكن الارادة السياسية للدولة ولأغلب الأحزاب السياسية الوطنية استمرت تتجاهل التفعيل الحقيقي للمواطنة الكاملة لمغاربة العالم عبر إقصائهم من المشاركة في انتخابات نوفمبر 2011 و حرمانهم من المشاركة في هذه المرحلة التأسيسية من تاريخ المغرب الحديث. ومرارا أعلن مغاربة الخارج عن امتعاضهم وشعورهم بالغبن سواء عبر التظاهر الاحتجاجي السلمي أو عبر تنظيم الندوات واللقاءات في الداخل والخارج، وتصدٌر المنتدى المدني لمغاربة أوروبا هذه المبادرات ورفع بشأنها العديد من التوصيات لكل الجهات المعنية بهذا الملف في الدولة المغربية.
الآن وبعد أن تشكلت الحكومة الجديدة ونظرا لأهمية واستعجالية هذا الموضوع والشلل الذي تعرفه بعض المؤسسات المسؤولة عن هذا الملف ندعو كافةمنظمات وشبكات وأطر مغاربة الخارج للمشاركة في ندوة وطنية حول الهجرة المغربية تحت شعار "المواطنة دابا" كما ندعو الوزارة المسؤولة والمؤسسات المعنية بملف الجالية بالانضمام ودعم هذه المبادرة الهادفة إلى رسم خطة طريق وطنية لاشراك مغاربة الخارج في بناء مغرب ديموقراطي حديث والبحث في سبل تفعيل المواطنة الكاملة والمشاركة السياسية لمغاربة الخارج في الاستحقاقات القادمة.
لهذا الهدف وتفاديا لأي انفراد بالمبادرة ومن أجل الانفتاح على كل مكونات الهجرة المغربية بتعدديتها واختلافاتها نعلن على تشكيل تنسيقية مؤقتة تشرف على ربط الاتصال بكل الراغبين في المشاركة في هذه الندوة الوطنية من تنظيمات مغاربة الخارج وتنظيمات المجتمع المدني في الداخل والأحزاب السياسية والنقابات والجامعات وغيرها. وفي انتظار الاجتماع المقبل للتنسيقية وبعد العديد من المشاورات نقترح شهر ماي كتاريخ لتنظيم الندوة بالرباط .