بقلم راجيف شاه، في 9 آب/أغسطس 2011 على بعد ثمانية كيلومترات من الحدود الكينية مع الصومال تنتشر مجمعات مخيم دداب للاجئين الذي أصبح أكبر مخيم للاجئين في العالم. وقد دأب المخيم على استقبال ما معدله 1,500 رجل وامرأة وطفل أرهقهم التعب وأضناهم الجوع يوميا. مشى الآلاف من هؤلاء اللاجئين أياما، وحتى أسابيع، على الأقدام سعيا وراء العون وهربا من المجاعة الضاربة أطنابها الآن في مساحات شاسعة من جنوب الصومال حيث يتعذر وصول العاملين في تقديم المساعدات الإنسانية. وتقدّر الولاياتالمتحدة أن هناك أكثر من 12.4 مليون نسمة في المنطقة الشرقية من القرن الأفريقي التي اجتاحها الجفاف والقحط بحاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية، بما فيها الغذاء والماء والعناية الطبية. بالأمس وصلت إلى دداب بصحبة ممثلين من مختلف قطاعات الحكومة الأميركية وفي مقدمتهم جيل بايدن (زوجة نائب الرئيس)، وغيل سميث المساعدة الخاصة للرئيس، والسناتور بيل فريست، وإريك شوارتز مساعد وزيرة الخارجية. وتؤكد الزيارة التزام حكومة الولاياتالمتحدة – أكبر متبرع منفرد للمنطقة – بالاستجابة لمواجهة الأزمة الآنية بتقديم المساعدات التي تنقذ الأرواح وبالاستثمارات في الحلول طويلة الأمد للأمن الغذائي بدلا من مواجهة عواقب المجاعة والشغب بسبب الغذاء. في دداب، زرنا مخيم داغاهالي، وهو مركز استقبال يخضع فيه اللاجئون الواصلون الجدد للكشف الطبي ويتلقون مؤونة ثلاثة أسابيع من المواد الغذائية كي يتدبروا شؤونهم إلى حين انتهاء عملية تسجيلهم رسميا. وتشتمل جرايات المؤن المخصصة للتوزيع على اللاجئين وتمولها الوكالة الأميركية للتنمية الدولية على البسكويت عالي الطاقة الحرارية ودقيق الذرة والزيت النباتي والبازلا الصفراء والملح والسكر. ويقوم الموظفون الطبيون بوزن الأطفال وقياس محيط أذرعهم الصغيرة لتحديد أوضاعهم الغذائية. إذ تعاني المناطق الصومالية المتأثرة بالأزمة اليوم من أعلى درجة من سوء التغذية في العالم بإصابة نحو نصف السكان تقريبا بسوء التغذية. ونظرا لأن ارتفاع معدلات سوء التغذية الحاد يضعف الأطفال ويجعلهم معرضين جدا للإصابة بالأمراض القاتلة، فإننا ناشطون بجد أيضا في السعي بالتدخلات الصحية العامة بما فيها التغذية العلاجية والتطعيم باللقاحات. وتعمل حكومة كينيا من جهتها بالتعاون مع الاتحاد العالمي للتلقيح والمناعة (غافي GAVI) لتطعيم كل طفل أثناء عملية التسجيل باللقاح المضاد لجرثوم ذات الرئة للحماية من الالتهاب الرئوي (السل). قابلتُ امرأة صومالية قطعت رحلة 12 يوما مع طفليها على عربة يجرها حمار بحثا عن الطعام. من الصعب أن يصدق الإنسان أنها كانت من الناس المحظوظين لأن كثيرا من العائلات فقدت أطفالها على طريق الرحيل. هذه حالة ما كان ينبغي لها أن تكون. ولذا فإننا نعمل بما تتيحه لنا مبادرة الرئيس أوباما "الغذاء للمستقبل" للأمن الغذائي مع الحكومة الكينية ومع صغار المزارعين في المناطق الحدودية لضمان تنمية زراعية مستدامة طويلة الأمد منقذة للأرواح. 12 آب/أغسطس 2011
الوكالة الأميركية للتنمية الدولية المدوّنة الرسمية على أرض الواقع في القرن الأفريقي بقلم راجيف شاه، في 9 آب/أغسطس 2011