منذ حولي السنتين، أي منذ قدوم المدير الجديد لدار الشباب ببوذنيب، أبى هذا الأخير إلا أن يحولها إلى سكن وظيفي في حالة هي الاستثناء على الصعيد الإقليمي، إن لم تكن على الصعيد الوطني، والأسوأ من هذا أن السيد المدير يحاول بكل جهده منع أي أنشطة، سواء تربوية، رياضية، أو ترفيهية بدار الشباب، إذ يعتبرها ازعاجا له و لعائلته، ضدا على رغبة الشباب البوذنيبي الذي كان يجد في هذه الأنشطة ورغم قلتها فرصة للاستمتاع، ولصقل المواهب.. والكل يعلم الكم الهائل الذي كانت تستهويه كرة الطاولة، والبطولات التي كانت تنظمها بعض الجمعيات في هذه الرياضة، والإقبال الذي كانت تلقاه. ولا ننسى لعبة الشطرنج، وكذالك البطولات التي كان ينظمها بعض النوادي من داخل دار الشباب نفسها، والتي كانت بدورها تعرف مشاركات جيدة، وبزوغ مواهب مشجعة. بالإضافة لهذه الانشطة، كانت إحدى البعثات الأمريكية تعطي مجموعة من الدروس في الإعلاميات والإنجليزية بالمجان للفتيان. ولا ننسى الخزانة التي أتلفت عن آخرها، وبقي مصير الكتب مجهولا. كل هذه الأنشطة وأخرى أبى السيد المدير إلا أن يعدمها، بل، وزادت " جرأته" عندما منع شباب إحدى الجمعيات من التداريب على المسرحيات في قاعة المؤسسة.. فاليوم لا نستغرب إذا كنا في اليوم السابع من رمضان المعظم، ولم يجر أي نشاط بهذه الدار، سواء أكانت ندوات، أو محاضرات، أو أمسيات من أي نوع؛ بل، حتى بعض الجمعيات أصبحت تفضل التوجه إلى دار الطالب( الخيرية) تفاديا للاصطدام مع هذا المسؤؤل. إذاً، فقد أصبحت دار الشباب بببوذنيب مؤسسة مشلولة، خاصة بالسكن الوظيفي للسيد المدير، في غياب أي مراقبة من طرف النائب الإقليمي لوزارة الشبيبة والرياضة، وفي غياب أي تحرك رسمي من المسولين المنتخبين، والسيد الباشا، وكذا في غياب أي تفاعل من جانب الجمعيات المحلية. من هذا المنبر، ندعو كل الفعاليات إلى التحرك من أجل وقف هذه الحالة الشاذة التي تعرفها مؤسسة دار الشباب ببوذنيب، والنهوض بها لكونها إحدى قاطرات التنمية التي يجب العمل على استعادة دورها في صقل المواهب، والحفاظ عليها كفضاء ثقافي، ترفيهي، رياضي، تربوي، له حرمته.