ما من يوم يمر وإلا ونسمع أو نشاهد جرائم مختلفة، أصبحت تضج بها مدينة فاس في صمت رهيب من لدن الجهات الأمنية التي تترك المجرم حائما خارح قبضة العدالة، حرا طليقا، مهددا لأمن وسلامة أرواح المواطنيين.. فأول أمس الثلاثاء، شهدت ساحة الزنجفور تعرض إحدى المواطنات المقيمات بسيدي بوجيدة لسرقة، بعدما كانت متجهة صوب منزل العائلة الكائن بالعشابين، فإذا بها تفاجأ بلص يقتطع طريقها في واضحة النهار، ويسلبها محفظة اليد ليتجه نحو القنطرة القريبة من المكان ويختبىء هناك.. وفي الوقت الذي اتجهت للشرطة، أجري معها استنطاق موصوف شديد اللهجة وكأنها السارقة وليست المجني عليها، الشيء الذي جعلها تترك مخفر الشرطة، وتتجه لبيتها غاضبة مرتعدة فرائصها من شدة التأثر لما حدث . وفي نفس اليوم، شهدت نفس المدينة بالقرب من سقاية الياسمينة، محاولة سرقة قام بها أحد المجرمين المعروفين وهو يحمل السلاح المعروف ب'' المسطرة'' في وجه شابتين كانتا متجهتين إلى العمل في الساعة الثامنة صباحا؛ إلا أن قدر الله جعلهما تفلتان من قبضته وهو يشهر السلاح في وجههما، دون حدوث أي خسائر، ولله الحمد. مثل هاته الأحداث الإجرامية، وغيرها كثير، يجعل ساكنة فاس تتبرأ من تواجد ما يسمى بالأمن النائم في العسل، والذي يحقق حاليا في جريمة شنعاء ارتكبها شباب مراهقون بقتلهم لمراهقة في مقتبل العمر لأسباب تظل مجهولة لحد الساعة، لكن الذي لم يعد خافيا عن المواطن الفاسي، هو لامبلاة الأمن، وإخلاله بالمهام الموكولة إليه، وهي السهر على راحة وأمن المواطن الفاسي على جميع الأصعدة. الشيء الذي يدعو إلى التساؤل: ما دور البنايات وموظفي الأمن المتواجدين بالمدينة، طالما أنهم لا يقومون بواجباتهم اتجاه السكان؟