... وتأجيل أول جلسة لمحاكمته بعد متابعته من طرف تلميذه عبد القادر كترة أجلت هيئة المحكمة بابتدائية وجدة صباح يوم الأربعاء 24 مارس الجاري أولى جلساتها في قضية الأستاذ نورالدين الصايم الذي أصبح متهما بعد أن حركت النيابة العامة مسطرة المتابعة لفائدة تلميذه من أجل الضرب والجرح بعد تبرئة هذا الأخير من طرف ابتدائية وجدة من تهمة الاعتداء على أستاذه، (أجلت) إلى جلسة يوم الأربعاء 19 ماي المقبل استجابة لمتلمس دفاع الأستاذ الصايم باستدعاء الطاقم الإداري والشهود من تلاميذ الفصل وأساتذة مجلس الانضباط للاستماع إليهم. ونفذ مجموعة من نساء ورجال التعليم، بالمناسبة، وقفة تضامنة ابتداء من الساعة العاشرة صباحا أمام مقر المحكمة الابتدائية بوجدة دعا إليها المكتب المحلي للنقابة الوطنية للتعليم المنضوية تحت لواء الكنفدرالية الديمقراطية للشغل، رددوا فيها شعارات من قبيل "استفزازات اعتداءات تؤجج النضالات" و"سْواء اليوم سْواء غدّا، الكرامة ولا بدّ" و"واخّا نْمُوتو واخا نَفْناو، على الكرامة ما نتخلاو" و"هذا عار هذا عار، والأستاذ محاصر" و"المذنبون محميون، فين الحق فين القانون؟"، كما شهدت بعض المؤسسات التعليمية وقفات تضامنية يوم الثلاثاء 23 مارس الجاري ابتداء من الساعة الحادية عشر صباحا، وتوقيع عرائض التضامن مع الأستاذ صايم نور الدين. وفي تصريح للجريدة أوضح محمدين قدوري عضو المكتب المحلي للنقابة الوطنية للتعليم المنضوية تحت لواء الكنفدرالية الديمقراطية للشغل والكاتب الجهوي للتضامن الجامعي المغربي بالجهة الشرقية، أن هذه الوقفة التضامنية مع الأستاذ الصايم جاءت نظرا لبعض الملابسات التي عرفها ملفه "وكُنّا نتمى أن يحسم فيها القضاء على اعتبار أن رجل التعليم لم يسبق له أن افترى أو كذب على تلميذ أو على أي كان"، وأضاف أن الوقفة تعزيز لمكانة نساء ورجال التعليم ومطالبة بإنصاف ذوي الحقّ، "وأهم شيء فوق رؤوسنا هو الكرامة، وسبق لنا أن أصدرنا بيانات نقابية وربطنا الاتصال بوكيل الملك ومسؤولي نيابة التعليم والأكاديمة من أجل حلول قانونية ومنصفة للطرف الذي تعرض للاعتداء الشنيع، ولا زال يعاني...". وعبر باسم نقابته عن تضامنه اللامشروط مع أي كان من نساء ورجال التعليم مشيرا إلى أن المدرسة العمومية تعيش تسيُّبا واختلالات كبيرة مطالبا بصفته ممثلا للأباء والأمهات بمجلس الأكاديمية من أباء التلاميذ وأوليائهم بترسيخ سلوك مدني داخل المؤسسات "إن المحيط الذي يعيش فيه أبناؤنا وبناتنا في المؤسسات التعليمية ينبئ بخطر كبير ورسالتنا تربوية ونحن ننبذ العنف من أي طرف كان لكن أن نصل إلى الإهانة وإلى النظرة الدونية للمدرس، هي حقيقة مرّة ولن نقبلها وسنناضل من أجلها بردّ الاعتبار للمدرس والمدرسة العمومية...". ومن جهة أخرى، تمكن الأستاذ نورالدين الصايم من الحصول على التقرير الأخير والرابع لمجلس الانضباط من إدارة الثانوية التأهيلية "القاضي ابن العربي" في وجدة عن طريق مفوض قضائي ب300 درهم والمؤرخ في 19 فبراير 2010 موقع من طرف 13 عضوا من أصل 15 أعضاء مجلس القسم الأولى بكالوريا علوم تجريبة 3، خلص فيه إلى التأكيد على تحميل التلميذ مسؤولية الحادث كما هو مبين في التقرير الأول "وهي مسؤولية غير تربوية وغير أخلاقية ترتب عنها اهتزاز صورة الأستاذ وحرمان التلاميذ من مادة الفلسفة وإصابة أستاذها ونشوء جوّ نفسي متوتر خيّم على أطر المؤسسة، مع تمسك المجلس بطرد التلميذ من المؤسسة طردا نهائيا لا رجعة فيه، وتمكينه من شهادة المغادرة ابتداء من 20 فبراير 2010". ومن جهة ثانية، عبّر عمّ التلميذ الذي تابع الوقفة التضامنية عن أسفه على ما آلت إليه الأمور متمسكا في ذات الوقت ببراءة ابن شقيقه الذي أكدتها المحكمة كما نفى أن تكون أسرة التلميذ قد قامت بتقديم دعوى قضائية ضد الأستاذ الذي تُكنّ له كلّ التقدير والاحترام، كما جاء على لسان الأسرة، وأشار إلى أن النيابة العامة حرّكت تلقائيا مسطرة المتابعة بعد حكم المحكمة بتبرئة الإبن من المنسوب إليه. كما عبّر عن أسفه على فشل محاولات الصلح التي باشرها بعض النوايا الحسنة متمنيا أن يجد الطرفان أرضية للتفاهم مع حفظ كرامة وماء وجهي الطرفين المتقاضيين...