قمة الدورة17 من القسم الوطني الأول هواة مجموعة الشرق، وفي مباراة حارقة ممنوعة على مرضى الأعصاب والقلب، انتهت لفائدة مدينة البرتقال؛ حيث ابتسم الحظ لفريقها النهضة البركانية التي تفوقت بهدف يتيم على الفريق الريفي الهلال الناضوري المتزعم للمجموعة؛ و بالتالي يكرر أشبال الأحمدي سيناريو مباراة الذهاب، والتي انتهت هي الأخرى بفوز النهضة بهدفين نظيفين بمدينة الناضور.آنذاك، جاء الانتصار على يد الإطار حسن بهرة؛ في ثاني خرجة له مع الفريق البرتقالي.. مباراة كانت حماسية جدا، احتضنها الملعب البلدي ببركان، عشية يوم الأحد 07 من فبراير الجاري؛ تحت أنظار جماهير غفيرة لم يشهدها الملعب البلدي هذا الموسم، اقتربت من 3000 متفرج، جاءت نسبة كبيرة منها من الناضور، تنقلت عبر حافلات، و سيارات خاصة لمؤازرة الفريق الريفي وقائد المجموعة.. المباراة كان شعارها لا للهزيمة من كلا الطرفين، و نقطها تحسب بست؛ لعدة اعتبارات، أهمها القاسم المشترك بين الفريقين، إذ كلاهما يحذوه رغبة الصعود للقسم الثاني النخبة، وهو أضعف الإيمان المكان الطبيعي للفريقين اللذين سبق لهما أن لعبا لهذا القسم.. وأكثر من ذلك، لعبا للقسم الأول نخبة.. ووضعية الفريقين الحالية بالهواة، تستوجب تظافر الجهود للعودة السريعة لقسم الأضواء لكن، جرت الرياح بما لم تشتهه السفن للخضراء، إذ تلقى النادي الناظوري أول هزيمة خلال مرحلة الإياب، ولا أحد كان يتكهن بسيناريو اللقاء وهو تلقي شباك الهان لهدف مبكر.. فبعد مرور دقيقتين فقط، اهتزت شباك محمد الكعداوي الذي دخل أساسيا معوضا الحارس بدر باطوس المصاب، بعد تنفيذ عناصر النهضة لرمية شرط من المدافع عدنان القدوري بشكل سريع في اتجاه منطقة عمليات الزوار؛ لتجد رأس المدافع يوسف الكرماني الذي أودع الكرة في الجهة اليمنى لمرمى الهلال؛ معلنا بذلك عن تقدم البرتقاليين بهدف دون رد، ومعلنا بدلك الفرحة العارمة وسط أنصار ومسيري الفريق البركاني ؛ لتستفيق بعد ذلك عناصر النادي الناظوري التي بادرت إلى الهجوم، وخلقت عدة فرص حقيقية للتهديف.. ولعل أبرزها هي التي أهدر محمد الغالي في الدقيقة 23 من زمن الشوط الأول، وجدت أمامها دفاعا متماسكا بقيادة القيدوم يوسف حفيص. النقطة السوداء التي شهدتها المواجهة، هي الإصطدامات التي وقعت بين مجموعة من أنصار الفريقين، ابتدأت بمشاداة كلامية؛ لتكتمل بتراشق بالأحجار، خلفت عدة إصابات من كلا الطرفين.. ونزول عدد كبير من مناصري الفريق الناضوري لرقعة الميدان، إضافة إلى تعرض رجل أمن لإصابة على مستوى الصدر، اضطر رجال الوقاية المدنية لنقله على وجه السرعة على متن سيارة الإسعاف إلى أقرب مستشفى بالإقليم، وهو الأمر الذي أرغم حكم المقابلة على توقيفها لمدة تجاوزت عشرين دقيقة؛ لتستأنف بعد ذلك من جديد.. ولم تحمل الدقائق المتبقاة أي جديد لتعلن صافرة الحكم منير مبروك الذي نجح في إنهاء الجولة الأولى بتقدم أصدقاء مصطفى الدرفوفي بهدف غال، نفع البركانيين في تسيير مجريات الشوط الثاني الذي بادرت فيه العناصر الناضورية بكثيف المجهودات، والضغط على مرمى منير لبرازي رجل المباراة بدون منازع؛ مع إقحام مصطفى الراضي للمدافع الأيسر رضوان الشركي كبديل لزميله صلاح الدين عالو ، وهو الشيء الذي أنعش الجهة اليسرى للزوار؛ لكن دون أن أي تغيير على مستوى الأهداف.. وبعد مضي ثماني دقائق، تمكن المهاجم هشام خيي من اصطياد ضربة جزاء، لا غبار عليها، أهدارها العميد عبد الرحيم بونافوس؛ بعد أن تصدى لها الحارس منير لبرازي ببراعة، وأبعدها إلى الركنية؛ لتتواصل محاولات الهلاليين رغبة في إعادة الأمور إلى نصابها، وتعديل الكفة، إذ شنوا حملات هجومية متتالية ،ومعتمدين في ذلك على الكرات الطويلة في اتجاه رأس الهداف هيدان، لكن هذا الأخير كان معزولا نوعا ما وسط مدافعي النهضة الذين فرضوا عليه حراسة لصيقة طيلة أطوار اللقاء، رغم قيامه ببعض المحاولات المحتشمة التي كانت تفتقد الدقة والتركيز، وكانت دائما إما تجد دفاعا يقظا بقيادة حفيص، وإما تجد يد حارس كبير، اسمه منير لبرازي، نجح في الحفاظ على شباكه مستغلا كل التجارب التي راكمها من خلال مجاراته للعديد من الأندية الوطنية، آخرها شباب المسيرة.. وظلت عقارب الساعة تنفد، إلى أن أعلن حكم اللقاء منير مبروك عن انتهاء المباراة بفوز مستحق للعناصر البرتقالية، لتعم الفرحة مدرجات الملعب البلدي، وداخل الميدان.. فرحة كبرى بانتصار ثمين مكن النهضة البركانية من الاقتراب أكثر من الزعامة؛ على بعد 3 نقط من المتصدر الهلال الناضوري، وبالتالي البقاء في المطاردة نحو بطاقة الصعود.. ومن جهة أخرى، فلقد خدمت نتيجة بركان، مصالح الاتحاد الإسلامي الوجدي الذي تفوق بدوره بهدفين لواحد على بلدية خميسات، وذوب الفارق إلى نقطتين، وبالتالي لايزال مسلسل التشويق يغلب على ما تبقى من الدورات القادمة، والتي ستكون لامحالة حارقة، ومباريات سد بالنسبة لجميع فرق المقدمة. ملحوظة ترقبوا التصريحات للمسؤولين بالفريقين: النهضة البركانية، وهلال الناضور