تعاني المستشفيات والمراكز الصحية بإقليم فجيج من غياب الأطباء الاختصاصيين، والسبب بكل بساطة يرجع إلى أن الأطباء الاختصاصيين يفضلون العمل قريبا من المركز ضمانا لعدة امتيازات، ومن ضمنها العمل الإضافي في العيادات الخاصة . إن الخطير في الأمر أن غياب الاختصاصيين أخذ يستفحل أمام رفض أغلبهم الالتحاق بالإقليم، ووجود جهات نافذة في قطاع الصحة توفر لهم الحماية.. وحتى لا أبقى في إطار العموميات، أورد بعض الأمثلة لكي يطلع عليها الرأي العام المغربي، وهي تجسد بشكل فعلي واقع التهميش الذي يعانيه المواطن بإقليم فجيج . - ترفض الطبيبة المتخصصة في الإنعاش والتحذير الالتحاق بمستشفى الحسن الثاني ببوعرفة منذ تعيينها في بداية موسم 2009 .. الخطير في الأمر أنها تبعث بشواهد طبية مصادق عليها من طرف المندوبية الإقليمية للصحة بالدارالبيضاء؛ مما يعني أنها محصنة ومحمية ضد الفحص المضاد . - لقد تم تنقيل الاختصاصية في الأمراض العقلية لأجل مصلحة هكذا؟ إلى الدارالبيضاء خارج أي حركة انتقالية؛ علما أنها لم تعمل سوى شهر واحد منذ تعيينها في يوليوز2009.. ألا تقضي المصلحة العامة إبقاءها في بوعرفة. - عدم التحاق طبيب الأطفال وطبيب الأمراض الجلدية المعينين ببوعرفة برسم تعيينات 2009 لحد الآن . - تهريب أجهزة ومعدات مهمة من قسم العيون بمستشفى الحسن الثاني إلى وجهة غير معلومة، وهي عبارة عن تجهيزات وفرتها وزارة الصحة، أو وهبتها جمعية ليونس كلوب؛ بحكم أن المنطقة تعتبر من بؤر تفشي مرض الرمد الحبيبي، إضافة إلى الرشيدية و ورزازات . فبحكم تواتر حالات رفض الاختصاصيين الالتحاق بالإقليم، فإن الأسئلة أصبحت تتناسل بشكل كبير: - ألا تمتلك وزارة الصحة بالمغرب السلطة لردع موظفيها الذي يرفضون أداء الواجب المهني بمناطق المغرب غير النافع؟ - ولماذا لا تُفعّل المجالس التأديبية في حق هذه الحالات التي ذكرت ؟ - إن الدولة تصرف مبالغ كبيرة لتكوين الاختصاصيين لمدة 13 سنة من مال الشعب، فلماذا لا تسن قوانين تقضي بإرجاع هذه المبالغ بالنسبة لكل الذين يرفضون التعيين بالمناطق النائية ؟ - لماذا لا تسن وزارة الصحة قانونا يقضي بإلزامية العمل بالمناطق النائية لمدة أربع سنوات يسري على جميع الاختصاصيين على السواء؟ - لماذا لم تدرج الحكومة إقليم فجيج ضمن المناطق النائية، وحرمت الموظفين من التعويض على المناطق النائية؟ - إلى متى الاستمرار في النظر لإقليم فجيج كجزء من المغرب الغير النافع، ومواطنيه من الدرجة الثالثة؟ هذه الأسئلة وغيرها نطرحها على من يهمهم الأمر قصد الإجابة عليها.. والى ذلك الحين، فإن المواطن بإقليم فجيج ملزم بالتحرك والنضال من أجل حقه في الصحة والولوج إلى العلاج؛ مثله مثل المواطن في الرباط أو البيضاء أو القنيطرة أو فاس... الخ أليس كذلك يا دعاة الجهوية المتقدمة واللامركزية واللاتركيز، وغير ذلك من الشعارات الطنانة ؟