فاس: عبد المالك اعبابو نظمت الفيدرالية الوطنية لجمعيات آباء وأمهات وأولياء التلامذة بالمغرب، مساء يوم الإثنين: 10 مارس 2008، بنيابة وزارة التربية الوطنية بفاس الجديد، ندوة صحفية، نشطها كل من رئيس الفيدرالية، الأستاذ محمد كنوش، والرئيس بالنيابة، الأستاذ محمد حومين، والسيد محجوبي، رئيس رايطة فاس لجمعيات أمهات و آباء وأولياء تلميذات وتلاميذ التعليم العمومي بفاس، والأستاذ عبد المالك اعبابو، منسق اللجنة التنظيمية.. وبعد الكلمة الترحيبية بالسيدات والسادة الصحفيين، أعطيت الكلمة للأستاذ محمد حومين، الذي قدم عرضا صحفيا، جاء فيه: احتفاء بذكرى مرور مائتي وألف سنة(1200) على تأسيس العاصمة العلمية فاس، واستجابة لدعوة كريمة من رابطة جمعيات أمهات و آباء وأولياء تلميذات وتلاميذ التعليم العمومي بفاس، ومساهمة من النسيج الجمعي للآباء والأمهات على الصعيد الوطني؛ في مشاركة سكان فاس الكرام احتفالاتهم، وبعد تنازل فيدرالية أكاديرعن استضافة الدورة لصالح رابطة فاس، قرر المكتب الوطني للفيدرالية الوطنية لجمعيات آباء وأمهات وأولياء التلامذة بالمغرب، المنعقد يومي: 15 و16 دجنبر2007، بالمركز الوطني للامتحانات بالرباط، قبول الدعوة، وعقد الدورة الثانية العادية لمجلسه الوطني، أيام: 28-29-30 مارس 2008، بقاعة المؤتمرات بفاس، تحت شعار:" جميعا من أجل إنقاذ المدرسة العمومية". تنعقد هذه الدورة في مرحلة مفصلية، تمر بها المدرسة العمومية، تميزت ب: 1- محاولة تفويت الوعاء العقاري لتسع مؤسسات تعليمية(09) في الدارالبيضاء إلى" لوبي العقار"، بعد أن تم إفراغها قسرا من تلامذتها. لقد كانت هذه المحاولة" بالون اختبار"، يستهدف التعميم التدريجي للظاهرة على بقية التراب الوطني، وامتدادا طبيعيا للاتفاق الإطار بين الحكومة، والمؤسسات الخاصة للتعليم والتكوين، الموقع بالصخيرات، يوم 08 ماي 2007، وتدخل في إطار مخطط بعيد المدى، يستهدف ضرب المدرسة العمومية، وحرمانها من رصيدها الاستراتيجي العقاري. لقد تم إقبار هذا المخطط الجهني؛ بفضل التعبئة الوطنية التي تمخض عنها ميلاد" الجبهة الوطنية للدفاع عن المدرسة العمومية"؛ التي ضمت جميع القوى الحية، الغيورة على القطاع العام، وعلى رأسها، الفيدرالية الوطنية لجمعيات آباء وأمهات وأولياء التلامذة بالمغرب. 2- لقد اطلعنا، بقلق شديد، وخيبة أمل، على مختلف التصريحات، والتقارير الرسمية الصادمة، التي انتقدت بشدة حصيلة الإصلاح في السنوات الأخيرة، ومردوديته الضعيفة، بدءا بالهذر المدرسي، وانتهاء بضعف الجودة، وارتفاع نسبة التكرار، مرورا بضعف معدل سنوات التمدرس، والاكتظاظ وتناسل الأقسام المشتركة، وقلة البنايات الجديدة، والعجز في الأطر التربوية، بسبب التدبير السيئ للمغادرة الطوعية، وضعف التجهيزات، وتقلص الزمن المدرسي، بسبب التدبير غير المعقلن للعطل المدرسية، وكثرة الاحتجاجات، والتوقفات عن العمل، وسيادة ثقافة الحق على ثقافة الواجب، وانتشار سرطان الساعات الخصوصية المدفوعة الأجر؛ التي ترتبط ارتباطا وثيقا بالتعليم الخاص؛ الذي كنا ننتظر منه أن يكون سليلا للتعليم الحر المناضل، والمقاوم للاستعمار، إلا أنه خيب أمالنا، وتحول" بعضه" إلى معول لتدمير المدرسة العمومية. ونحن، في الفيدرالية الوطنية لجمعيات آباء وأمهات وأولياء التلامذة بالمغرب، لا نجد مبررا لهذا الموقف السلبي، والمتواطئ أحيانا للإدارة التربوية، بغضها الطرف عن الكثير من الممارسات اللاقانونية؛ التي تتم داخل مؤسسات التعليم الخاص، الذي اعتبر هذا السكوت ضوء أخضر، لتفريخ المزيد من المؤسسات التعليمية السرية، كما تحولت هذه المؤسسات الخاصة إلى ضيعات خاصة، محروسة حراسة مشددة، اغتنم أصحابها انعدام أي شكل من أشكال المراقبة" ليتغولوا" على الناس، ويتحولوا إلى" أباطرة" التعليم المؤدى عنه، ويرفضوا أي شكل من الحوار مع الآباء والأولياء، حول ظروف ونوعية التعليم المقدم لأبنائهم، والزيادات المتوالية في مصاريف التسجيل، وإعادة التسجيل، وحرمانهم من تأسيس مكاتب جمعيات الآباء، أو أي مطلب شرعي آخر... هذه العوامل الذاتية، وأخرى موضوعية، ساهمت بشكل كبير في ضرب الإصلاح من الداخل. 3- إننا نعبر عن أسفنا الكبير لهذا الإجماع الوطني والدولي على فشل المنظومة التربوية المغربية، رغم وضع المسؤولين سياسات إصلاحية جريئة، كالميثاق الوطني للتربية والتكوين، والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، ودشنوا مشاريع استثمارية فرعونية، وخصصوا موارد مالية هامة لقطاعات إستراتيجية(50% من الميزانية للقضايا الاجتماعية، و25% لقطاع التعليم)، إلا أن النتائج كانت كارثية، ودون المجهود المبذول، أضاعت الزمن، والمال، والجهد، وأثرت سلبا على مؤشر التنمية البشرية.. كما نستغرب" تكتيك" التهرب من تحمل مسؤولية فشل الإصلاح، وركوب" خطاب المعارضة"، ومحاولة تعميم المسؤولية، رغم انفراد هؤلاء بتدبير ملف الإصلاحات، تاركين مختلف الشركاء على قارعة الطريق، رغم تحذيراتنا المتكررة من انحراف قطار الإصلاح عن سكته، وذلك منذ رفض مأسسة الميثاق الوطني للتربية والتكوين؛ تحت ضغط الحسابات الحزبية، التي كانت ترى في تمويل الإصلاح، تمويلا للأجندات، والبرامج الحزبية. 4- إن الفيدرالية الوطنية لجمعيات آباء وأمهات وأولياء التلامذة بالمغرب، تستغرب سياسة" الدم البارد"، الذي قابلت به الحكومة التقارير الدولية؛ التي تسيء لسمعة البلاد والعباد، وترى أن المعضلة التربوية في المغرب، لا يمكن تجاوزها " ببرنامج استعجالي"، بقدر ما تحتاج إلى إيجاد مناخ للمصالحة بين المدرسة ومحيطها، بالابتعاد عن التردد، والحسابات الحزبية الضيفة، والخطابات التفاؤلية والتطمينية، ومظاهرعدم الاكثرات، و" التوافق المقنع"، بدل الجرأة والشجاعة في مواجهة المشاكل، وإيجاد الحلول المناسبة، وخلق آليات المحاسبة، والمساءلة العامة، وإشراك الجميع، من أجل بعث" التعبئة الوطنية" حول المدرسة العمومية، ويبقى ذلك غير كاف، ما لم يتم إصلاح باقي المنظومات المجتمعية الأخرى، في إطار من الشفافية والديمقراطية الحقة، والشجاعة السياسية والتدبيرية. والفيدرالية الوطنية لجمعيات الآباء والأمهات، كفصيل من فصائل المجتمع المدني، وكشريك أساس للمنظومة التربوية، عبرت مرارا عن انخراطها الكامل في ورش الإصلاح، وعن تجندها الدائم من أجل امتلاك المغرب منظومة تربوية متناسقة، ناجعة، قادرة على التكيف، في أفق خلق" مدرسة الغد". وبعد ذلك، تناول الكلمة منسق الدورة؛ الذي عرض على الصحفيين برنامج الدورة الثانية العادية للمجلس الوطني، تم فتح المجال أمام الصحفيين والصحفيات؛ لطرح أسئلتهم التي تناولت مختلف الميادين، وطرحت انشغالات وقلق العائلات والأسرعلى مصير فلذات أكبادهم، وهم يسمعون اعترافات المسؤولين، وتصريحاتهم غير المطمئنة... لقد حاول رئيس الفيدرالية ورغم ظروفه الصحية الإجابة عن مختلف الأسئلة، كما تم إخبار الحاضرين أن العديد من الدعوات، سلمت للمسؤولين عن قطاع التربية لحضور الدورة، قصد الاستماع إلى وجهة نظر الآباء، واقتراحاتهم؛ للخروج من الأزمة التي تعرفها المدرسة العمومية، وضرب منشطو الندوة الصحفية موعدا للصحافة، يوم: 30 مارس 2008، بعد انتهاء الدورة. عن الفيدرالية الوطنية منسق اللجنة التنظيمية