في إطار زيارة إشعاعية للديار الإيطالية، نظمت حركة المغاربة الديمقراطيين المقيمين بالخارج خلال الفترة الأخيرة لقاءات تواصلية بالفاعلين الجمعويين بكل من روما وجهة إيميليا رومانيا، وميلانو وبريشيكاونواحيها، وكانت المحطة الأخيرة مدينة طورينو، ترأسها السيد جمال الدين ريان مؤسس الحركة، ورئيس أرضية ما بين القارات للمغاربة القاطنين بالخارج؛ في بادرة هي الأولى من نوعها داخل ايطاليا؛ بهدف لمّ الشتات، وتوحيد الصفوف لغاية خلق حركة عالمية توحد كل الجالية المغربية المقيمة بالخارج؛ نظرا للفراغ والتفرقة التي أحدثها المسؤولون عن مجلس الجالية منذ تعيينهم في دجنبر 2007. وقد شهدت اللقاءات حضورا بارزا لبعض الرموز الجمعوية التي أسدت خدمات جمة في سبيل النهوض بأوضاع المهاجرين، والدفاع عن حقوقهم، وكذلك حضور الأسماء النسائية البارزة المؤطرة للقضية النسائية؛ والذين أعربوا جميعا في تدخلاتهم عن أهمية التوقيت الذي خرجت فيه هذه الحركة للوجود؛ في ظل التهميش والإقصاء الذي يطال المهاجرين المغاربة، سواء من قبل الحكومة المغربية، أو من جانب مجلس الجالية الذي يترأسه السيد اليازمي الذي يصف كل معارض له بأنه لا قاعدة له، مع العلم أن الفاعلين الجمعويين الذين فضحوا كذبته على الملك، يقومون بلقاءاتهم دون الحاجة إلى زيارات سرية. في بحر حديثه، نبه السيد جمال الدين ريان إلى خطورة الأوضاع التي صارت تطبع قضية الهجرة بالديار الأوروبية، وللعدد الكبير والممنهج للقوانين العنصرية والجائرة التي أصبحت تشرعها بعض الحكومات الأوروبية، والتي عرفت صعود اليمين المتطرف الى سدة الحكم، وفي مقابل هذا، نجد غيابا كاملا للدور الحكومي المغربي للوقوف الى جانب المهاجر، ومساندته في محنه بديار الغربة، أمام كل هذا الحيف القانوني الذي أصبح يمس الهوية المغربية، ويهدد مستقبل الأجيال القادمة من أبناء المهاجرين. كما وقف السيد ريان على سلبية مجلس الجالية المغربية المقيمة بالخارج، والذي ومنذ ولادته القيصرية، لم يقم بشيء ملموس لخدمة أوضاع المهاجرين المغاربة؛ لكون هذا المولود الغريب غير منبثق عن إرادة شعبية، ودعا في هذا الصدد إلى حل هذا المجلس الفاقد للمصداقية، وإلى تنظيم انتخابات حرة، نزيهة وديمقراطية، تنطلق من، وإلى المهاجر، ويكون فيها هو صاحب القرار في اختيار من هم جديرون بالدفاع عن قضيته، وخدمة مصالحه. المجلس الآن، يعرف صراعات داخلية وصلت روائحها إلى كل بقاع المعمور، وأصبحت حديث مجالس المهاجرين، هذا المجلس الذي لم يستطع أن يعقد إلا جمعية عمومية واحدة، ولم يستطع لحد الآن إكمال عدده كما ينص على ذلك ظهير تأسيسه. إننا الآن نتفرج على مسرحية درامية بين بعض أعضاء المجلس، هذه المسرحية كنا نتوقعها منذ بداية الاستشارات التي كلف بها المجلس الإستشاري لحقوق الإنسان، وحذرنا من عواقب الإقصاء الممنهج الذي تم إتباعه من طرف اليازمي. كما أعلن السيد جمال الدين ريان أنه مباشرة بعد انتهاء زيارته للديار الإيطالية، سيتم تنظيم ندوة صحفية للإعلان عن المشروع المستقبلي، وعن الأسماء القيادية بالمكتب التنفيذي المؤقت للحركة؛ الذين ينتمون لمختلف الدول المتواجدة بها جاليتنا، والذين سيتولون مهمة التحضير للقاء الكبير الذي سيتم تنظيمه بالرباط صيف هذا العام، خلال أيام 8 و9 من شهر غشت 2009، والذي سينبثق عنه مكتب تنفيذي موسع، ولجان عامة، ومجلس المنسقين الوطنيين؛ في أفق الدعوة إلى حل مجلس الجالية المشلول والمريض بأنانية رئيسه، وانتخاب مجلس آخر منتخب ديموقراطيا. لقد تطرق السيد جمال ريان للمشاكل التي تعرفها الجالية المغربية بأوربا، واقترح خلق خلايا للتفكير؛ حتى يتم تبادل الأفكار والخبرات بين الفاعلين الجمعويين من أصل مغربي بالدول الأوربية؛ لأنه لا يجب ان ننسى مشاكل ال365 يوما التي نقضيها هنا، وألا نبقى كل السنة لا نتحدث إلا عن مشاكل العطلة الصيفية (30 يوما) وعن العبور. لقد حث الجالية على الانخراط في الأحزاب السياسية، وخلق لوبي قوي يمكننا به أن نتحكم في القرارات السياسية. إن المهاجرين في هولندا وبلجيكا وفرنسا، أصبحوا من الأطر والسياسيين، فعلى المهاجرين في الدول الأخرى الاستفادة من تجارب الدول القديمة في الهجرة. عليكم أن توجهوا أبناءكم من أجل متابعة الدراسة، وعلى المهاجر أن يتقن لغة البلد الذي يتواجد فيه؛ لأنه لا يعقل أن يكون أبناؤكم بمثابة مترجمين لدى بعض المؤسسات. على الأوربيين أن يقوموا بتصحيح كتب التاريخ التي يدرس بمدارسها بالإشارة إلى دور الجنود المغاربة في تحرير أوربا من النازية والفاشية. إن مقابر الجنود المغاربة الموجودة بهولندة وبلجيكا وفرنسا وإسبانيا، خير دليل على ذلك حتى يعرف الطفل الأوربي أن أجداد زميله من أصل مغربي، ساهموا بأرواحهم في تحرير أوربا. علينا أن نفكر بجد في خلق مقابر للمغاربة هنا حتى يتمكن الأبناء والأحفاد من زيارة المقابر، والترحم على ذويهم، بدل الذهاب بالطائرة إلى المغرب من أجل الترحم على الأب أو الأم. على المغرب أن يستمع لأبنائه، وأن يكثر من إنشاء المراكز الثقافية حتى تكون صلة وصل بين الأجيال القادمة، ووطن الآباء والأجداد، ويتعرف الأوربي عن قرب على الثقافة والحضارة المغربية. كما شهد اللقاء تدخل العديد من الفاعلين الجمعويين، والذين أكدوا جميعا خطورة الأزمة التي أصبح المهاجر المغربي يكتوي بنارها اقتصاديا، ثقافبا، إجتماعيا وسياسيا، وعن الإهمال واللامبالاة من الإدارة المغربية لمؤازرة هذا المهاجر، والوقوف إلى جانبه لتجاوز هذه المحنة. لقد اقترح المتدخلون القيام برفع ملف مطلبي عاجل للمسؤولين بالرباط؛ حتى يتم القيام بالإجراءات الضرورية اللازمة، من بينها حث الأبناك على إعادة جدولة الديون، والتخفيض من رسوم التمبر في القنصليات المغربية، وتخفيض أثمان تذاكر الطائرات والبواخر. لقد طالب المتدخلون بإعادة النظر في الدور التي تقوم به القنصليات، ويجب أن تكون الخدمات هناك مثلما هي في الإدارات الأوربية، وأن تكون البنايات كافية لاستيعاب الزائرين، وقيام الموظفين بالانتقال إلى المناطق البعيدة عن المراكز القنصلية، وفتح المجال لهيئات المجتمع المدني للتطوع بالقنصليات من أجل مساعدة الموظفين، والقضاء على بعض السماسرة. كما أكد جميع الحضور استياءهم من الدور اللامشرف لمجلس الجالية المغربية لأعضائه، والذي لم يضف شيئا، سوى أنه أثقل خزينة المالية بمصاريف تنقلات الرئيس السرية، والحفلات الباذخة في فنادق خمس نجوم. على المسؤولين التدخل عاجلا من أجل إيقاف مهزلة الذاكرة المزورة التي يقوم المجلس بإنجازها. في الختام اقترح الحاضرون تكرار مثل هذه اللقاءات، وتبادل الزيارات حتى يتم التعارف وتبادل التجارب، وجمع شمل الجالية المغربية التي تستفيد أقلية معروفة من تفرقتها.