رمضان بنسعدون / ... لمدينة جرادة المنجمية التي رآها لأول مرة، وقال ما يفيد أنه لولا الحيف والتهميش، لكانت مدينة جرادة "ميونيخ" المغرب إن الهرم السكاني الفتي لإقليمجرادة، حيث تمثل الفئات العمرية التي تقل عن 38 سنة السمة الغالبة في صفوف الساكنة التي يزايد عددها بشكل كبير، خاصة بعين بني مطهر، باعتبارها تتوفر على ثروة مائية هائلة وموقع استيراتيجي هام تحيط به كل الموارد الطبيعية، مؤشرات ستظهر تجلياتها إدا ما جلبت للمنطقة استثمارات في مجالات شتى فلاحية، سياحية، سينيمائية حتى، ما يجعل خلق فرص العمالة للتقليص من البطالة التي جثمت على شبابنا، خاصة المعطل منه، كأحد الأوليات التي يمكن الانكباب عليها في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة التي يعاني منها الإقليم برمته، إلا أن مدبري الشأن العام المحلي خرجوا عن جادة قرارات العهد الجديد، فلم يكلف المسؤولون أنفسهم عناء في بلورة العديد من المشاريع المتعهد بها على أرض الواقع، ولم يتجشموا الصعاب في البحث عن دوافع جلب إقليمجرادة للاستثمارات التي تشمل مختلف مناحي الحياة، من سكن، تعليم، وصحة، علاوة على الجانب السياحي المنعدم تماما، والذي لازالت المنطقة تجهل إيجابياته، وذلك بالمساهمة في خلق أوراش بمقدورها تفكيك الكثير من مظاهر العزلة، والعمل على انفتاح المنطقة على محيطها الخارجي، تفعيل آلية الرقابة لبرامج التنمية، وكشف مكامن الخلل في العديد من القطاعات، وذلك بتطبيق قرارات الحكومة، وتدبير المصالح المحلية، وربطها بالمحاسبة. إن المتتبع لتفاعلات المشاهد المختلفة على امتداد إقليمجرادة، يصل إلى انطباع الأزمة الاقتصادية الخانقة التي أعقبت استنفاد الزمن المنجمي في كامل مدن الإقليم بداية من بوبكر، تويسيت، وادي الحيمر، وجرادة ، تأثر جراءها ساكنة الإقليم بقساوة الظروف الطبيعية، توالي فترات الجفاف، وزحف الرمال بالنجود العليا برقعة 14 كلمتر في العام، ينضاف إليها تضرر النشاطين الفلاحي والكسبي، فكان من تداعيات ذلك، الهجرة الجماعية للعديد من الأسر إلى أماكن تؤمن مستقبلهم ومنها عين بني مطهر التي توالت عليها بكثافة من الجنوب والشمال للاستقرار بها؛ كمدينة مؤهلة للتفاعل الاقتصادي.. وعن أحد المسؤولين بالسلطة المحلية عند تنقيله لعين بني مطهر، بعد أن قيل له بأنه سيُرسَل إلى منطقة صغيرة، ولما اكتشف مؤهلات عين بني مطهر، واطلع على أرشيفها وتاريخها، صرح بأن المسؤولين يتعمدون تهميش منطقة لو أعطي لها الاهتمام الكامل لضاهت مناطق كبيرة ببلادنا.. أيضا، استغرب مسؤول في الطاقة والمعادن، للحالة المأساوية لمدينة جرادة المنجمية التي رآها لأول مرة، وقال ما يفيد أنه لولا الحيف والتهميش، لكانت مدينة جرادة "ميونيخ" المغرب.