عبد الكريم السباعي / ... تعيش الأسر الباقية في البلدة قهرا، أقصى درجات الفقر، والهشاشة، والإقصاء الاجتماعي، في زمن كثر فيه الحديث عن التنمية البشرية، والعدالة الاجتماعية، ودعم الأنشطة المدرة للدخل. تقع قرية وادي الحيمر في الجنوب الشرقي لمدينة وجدة، على بعد 25 كلم تقريبا اتجاه تويست. عرفت منذ 1945 بتأسيس مسابك زليجة للرصاص؛ التي كانت السر وراء استقطاب العديد من العمال والمختصين الأوربيين في ميدان التعدين والتكرير.
عاشت القرية أوجها اجتماعيا، واقتصاديا، خلال ازدهار معمل شركة مسابك زليجة للرصاص SFPZ الذي كان يحتضن المئات من العمال، والمهندسين، والأطر الإدارية، والتقنية، لكن دوام الحال من المحال، فبعد التسريح التدريجي للعمال، بسبب تدهور مردودية الشركة، ونقص المواد الأولية، تعيش الأسر الباقية في البلدة قهرا، أقصى درجات الفقر، والهشاشة، والإقصاء الاجتماعي، في زمن كثر فيه الحديث عن التنمية البشرية، والعدالة الاجتماعية، ودعم الأنشطة المدرة للدخل.
الأدهى والأمرّ، الشيء الذي كان حافزا لتحرير هذا المقال، هو الحالة المزرية للقرية، من حيث قنوات الصرف الصحي.. فمنذ أزيد من عامين، أصبحت الطريق الرئيسية للبلدة مقطوعة بسبب فيضان قنوات الصرف الصحي، وتكوّن شبه بحيرة راكدة، ممتلئة بالمياه العادمة، تنبعث منها رائحة كريهة، على طول مدخل البلدة الذي يعتبر محطة سيارات الأجرة. السؤال الذي يبقى مطروحا، هو: لماذا لم تتحرك الجهات المسؤولة لإصلاح قنوات الصرف الصحي، وحماية أطفال القرية، وتلامذتها من الأمراض والأوبئة التي يمكن أن تنتشر بسبب العفن والأوساخ؟. إن هذا الأمر يشكل خطرا صحيا، وبيئيا شديدا، ومصدر إزعاج لساكنة وادي الحيمر، دون أي تدخل للمسؤوليين، حيث تجري المياه العادمة، ومياه المجاري، وتسبب التلوث، مما يضايق ويزعج المارة، في حين، يبقى هاجس فيض مياه الوادي الحار واردا عند كل تساقط غزير للأمطار. إذاً، من هذا المنبر، نناشد السيد عامل صاحب الجلالة على إقليمجرادة، والسيد رئيس الجماعة القروية لتيولي، للعمل عاجلا، من أجل حماية ساكنة وادي الحيمر من أي خطر انتشار وباء لا قدر الله وحفاظا على جمالية قرية تزخر بمناظر طبيعية خلابة، قلّ نظيرها بالمنطقة الشرقية، بل، يمكن استغلالها كمورد لاستقطاب رواد السياحة الجبلية، مغاربة، وأجانب، وكذلك هواة ركوب الدرجات النارية، ما من شأنه خلق فرص للعمل لساكنة قهرها الغبن، والبطالة.