قامت عناصرمن العسكر الجزائري التابعة للحرس الحدودي، عشية يوم الإثنين 4 ماي الجاري، باقتحام الحدود الجزائرية المغربية بمنطقة جماعة أولاد سيدي عبدالحاكم التابعة لإقليم جرادة ببلدة الدغمانية الواقعة على الحدود المغربية الجزائرية، والاستيلاء على 1100 رأس من الأغنام ومصادرتها قبل اقتيادها إلى قرية "ماكورة" الجزائرية في غياب صاحب القطيع الذي كان حينها يتبضع بأحد الأسواق الأسبوعية بالجماعة. وحسب أحد أبناء عمومة المواطن المغربي "الوالي الشيخ بنسالم" صاحب القطيع المحجوز، صُدم هذا الأخير بعد عودته عشية اليوم نفسه مما وقع دون أن يجد تفسيرا أو تبريرا للاعتداء العسكر الجزائري على حرمة التراب المغربي وحجز ممتلكاته. وحسب مصادر من عين المكان، تصدى المواطنون من سكان البلدة الجزائرية "ماكورة" المقابلة للبلدة المغربية للحرس الحدودي الجزائري بغضب واحتجاجات عارمة محاولين في ذات الوقت منعهم من مصادرة قطيع الأغنام المغربية واقتياده، ومطالبين بإعادته لصاحبه، مما اضطرت عناصر العسكر الجزائري إلى الاستنجاد بقوات أخرى لتتمكن في الأخير من اقتياد قطيع الأغنام إلى ولاية تلمسانالجزائرية. "كان ردّ فعل هؤلاء المواطنين الجزائريين من قبائل الشريط الحدودي منطقيا بحكم حسن الجوار لأشقائهم من المواطنين المغاربة خاصة منهم الضحية الذي اعتاد أن يُعيد إلى أصحابها من القبائل الجزائرية المجاورة، كلّ حيوانات جزائرية ضلّت طريقه وتخطت الحدود الجزائرية المغربية" يصرح أحد المواطنين المغاربة من المنطقة. لقد سبق للمواطن المغربي "بنسالم" البالغ من العمر حوالي 60 سنة وأب لخمسة أبناء أن أعاد إلى جيرانه الجزائريين أخيرا 30 بقرة تجاوزت الحدود الجزائرية المغربية. وقد اضطر المواطن المغربي لاستقلال الطائرة من الدارالبيضاءعشية يوم الجمعة 8 ماي الجاري رفقة أحد أبنائه في اتجاه الجزائر العاصمة بعد حصوله على تأشيرة دخول التراب الجزائري لمباشرة الإجراءات القانونية قصد استرجاع قطيعه.
وليست هذه هي المرة الأولى التي تقوم عناصر العسكر الحدودي الجزائري بما قامت به. لقد سبق لدورية تابعة للجيش الوطني الجزائري المرابطة بالشريط الحدودي الجزائري المغربي أن قامت يوم السبت 17 يناير الماضي بإرغام راعيين مغربيين، محمد أيت صابح وحدو آيت صابح، من قبيلة من إملشيل بورزازات كان يرعيان قطيع أغنامهما البالغ عدد رؤوسه 1000 رأس كعادتهما بمنطقة الحلوف بضواحي فجيج،(أرغمتهما) الدورية العسكرية الجزائرية بتحويل القطيع نحو التراب الجزائري. وفور وقوع الحدث قامت السلطات المغربية بالاتصال مع الجهات المسؤولة بالجزائر فتم تسليم القطيع لأصحابه على دفعتين الأولى تتكون من 546 رأس وفي الثانية ما تبقى من القطيع. كما فاجأت دورية عسكرية جزائرية بالمكان المسمى "مكمل الأبيض" بجماعة سيدي عبدالحاكم بإقليم جرادة، يوم الثلاثاء 30 دحنبر الماضي،راعيا مغربيا كان يرعى قطيعا من الغنم بلغ عدد رؤوس أغنامه 182 رأسا وحجزت القطيع واقتادته نحو التراب الجزائري. وفور ذلك انتقل الطيب حاكمي صاحب القطيع إلى الجزائر عبر الدارالبيضاء واتصل بالجهات المسؤولة المغربية بالسفارة المغربية بالجزائر قصد التدخل لاسترجاع القطيع وهو الأمر الذي تم يوم الجمعة 16 فبراير الماضي عبر النقطة الحدودية بين المغرب والجزائر المسماة "لخناك تاغيت" بواحة فجيج التي يقابلها المركز الحدودي الجزائري "بني ونيف" . كما سبق لعناصر مسلحة من الجيش الوطني الشعبي الجزائري أن اقتحمت، لأكثر من مرة، الحدود الجزائرية المغربية خلال شهر فبراير وبداية شهر مارس الماضين واعتقلت فوق التراب المغربي مواطنين مغاربة منهم أربعة شبان مغاربة بالقرب من سدّ وادي زوزفانة عشية يوم الأحد 15 فبراير الماضي ،ثم أربعة شبان مغاربة آخرين من قبيلة لعمور بضواحي واحة فجيج بوادي الظهراني بالعرجة بمنطقة العالية لوادي زوزفانة يوم الأحد فاتح مارس الماضي ، ومواطنا مغربيا آخر، في اليوم الموالي، بمنطقة الجحيفات كانوا بصدد جمع فاكهة الكمأ (الترفاس) بمنطقة العرجة بضواحي فجيج المعروفة بهذا المنتوج الطبيعي الوافر، وتقوم بعد ذلك باقتيداهم إلى مخافر الدرك الوطني الجزائري واحتجازهم بسجونها قبل تقديمهم إلى المحاكم الجزائرية... ومن جهة أخرى، لم يسجل تاريخ البلدين "الشقيقين" أن قامت عناصر الجيش المغربي المرابطة بالحدود المغربية أن اعتقلت جزائريا واحدا أو سطت على قُطعان أغنام أو أبقار لمواطنين جزائريين وصادرتها أو أطلقت رصاصة واحدة على جزائري واحد من أولائك المتعاطين للتهريب المعيشي أو العابرين للحدود من أجل الهجرة السرية أو غيرها، في الوقت الذي تكرر ذلك من طرف "الأشقاء" الجزائريين في حق المواطنين المغاربة والذين يذهبون إلى اقتحام الحدود وحجز ممتلكاتهم واعتقالهم فوق التراب المغربي ، كما سقط عدد كبير من المواطنين المغاربة بالرصاص الجزائري على الحدود الجزائرية المغربية خاصة بعض هؤلاء المشتغلين بأنشطة التهريب المعيشي...