رد الاعتبار للساكنة الأصلية، والبوليساريو الخاسر الأكبر عمم منتدى دعم مؤيدي الحكم الذاتي المعروف اختصارا بفورساتين نسخا من الورقة التأطيرية حول نموذج التنمية الجهوية للأقاليم الصحراوية على عدد من الصحراويين من داخل المخيمات بهدف توسيع النقاش الدائر حول برنامج التنمية وعدم بقائه مقتصرا على الفعاليات المحلية بالأقاليم الصحراوية، وذلك من خلال استقصاء المنتدى ومساءلته لساكنة المخيمات عن فحوى الورقة التأطيرية بحثا عن آراء واقتراحات حول ما تضمنته من نقاط مهمة في سبيل بلورة التنمية الحقيقية المنشودة بالأقاليم الصحراوية. وحيث إن ساكنة مخيمات تندوف معنية بالموضوع، ومن باب البحث عن حلول لمعاناتها وشتاتها، فإن منتدى دعم مؤيدي الحكم الذاتي بتندوف اتصل بمجموعة من الفعاليات القبلية والسياسية بالمخيمات، وأطلعها على فحوى نموذج التنمية التي أعلن عنها المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي بالمملكة المغربية بهدف تطوير وتنمية الأقاليم الصحراوية، خاصة المناطق المتنازع عليها والتي تدخل تنميتها وازدهارها ورغبة العودة إليها في صلب الاهتمامات اليومية لساكنة المخيمات. وقد عبرت فعاليات صحراوية عن شديد إعجابها بالتشخيص الواقعي والغير مسبوق للوضع بالأقاليم الصحراوية، ومستوى الشفافية التي طبعت الإحصائيات المتضمنة في التقرير، والرغبة في الاهتمام بالعنصر البشري الصحراوي، وحزمة الإجراءات الطموحة التي من شأنها تجاوز الركود والجمود الذي تعيشه المناطق الصحراوية منذ مدة، ويقف حائلا دون أي نهوض اقتصادي واجتماعي قد يؤثر على المستقبل السياسي للمنطقة والذي يدخل في أولويات أبناء المنطقة. من جهة أخرى أعلنت الفعاليات الصحراوية أن التقرير الأولي للمجلس المذكور أشار لأول مرة في تاريخ التقارير الرسمية، وأمام أعلى سلطة في البلاد صراحة إلى الرغبة الحقيقية والملحة في خلق تنمية تنبني أساسا على تطلعات الساكنة الصحراوية الأصلية، مع مراعاة خصوصيتها الثقافية وموروثها المحلي، وهو ما اعتبرته الفعاليات الصحراوية بالمخيمات إشارة من الدولة المغربية إلى ضرورة الاهتمام بالساكنة الأصلية للصحراء، والتي تعتبر أصل أي حل مستقبلي لنزاع الصحراء، مثمنة في الوقت ذاته الصيغة المثالية والنوعية في الخطاب الموجه للصحراويين من خلال التركيز على مصطلحات هي غاية مطلب ساكنة مخيمات تندوف والأقاليم الصحراوية، من قبيل" الكرامة للصحراويين"، و" إشراك الساكنة"، وغيرها من الأساليب التي من شأنها إعطاء الثقة للاجئين الصحراويين بمخيمات تندوف في الرغبة الصادقة لبناء تنمية نموذجية بالأقاليم الصحراوية، أساسها العنصر البشري الصحراوي الذي يبحث عن العيش الكريم والعودة إلى أرضه ووطنه مرفوع الرأس، بعيدا عن تسلط واستغلال قيادة البوليساريو التي تعتبر أكبر متضرر من الإعلان عن تنمية الأقاليم الصحراوية.