يومه الثلاثاء 10 يوليوز 2012 حوالي الساعة الرابعة من بعد زوال نفس اليوم عقدت فدرالية جمعيات أسفي منتدي التنمية البشرية في نسخته الأولى تحت شعار : " التكوين والتأطير دعامة أساسية في التنمية البشرية" بمقر الخزانة الجهوية بمدينة أسفي وهو اللقاء الذي عرف حضور مجموعة من الفعاليات الجمعوية بالاقليم . استهلت فعاليات الدورة الأولى لمنتدى التنمية البشرية بكلمة ترحيبة من الأستاذ عبد الكبير اجميعي رئيس فدرالية جمعيات أسفي بالحضور والضيوف و ثمن الانخراط القوي لفئة تمثل الشريان النابض للمجتمع المدني والذي تحمل على كاهلها مجموعة من الالتزامات الأخلاقية اتجاه المجتمع للدفع به نحو تحقيق تنمية حقيقية كما استطرد قائلا بكون المنتدى يأتي في خضم الأنشطة التي مافتئت الفدرالية تقوم بها من اجل الرفع من جودة وكفاءة العنصرالبشري لتأهيله و بالتالي تقوية قدرات الجمعيات التنموية باقليم اسفي لتلعب الدور المنوط بها في مختلف المناحي المجتمعية في إطار استراتيجية مندمجة . بعد ذلك تواترت مداخلات المؤطرين حيث قدم الأستاذ نبيل المودن مدير مؤسسة التكوين بفدرالية جمعيات اسفي توطئة ركز فيها على عرض و تقديم برنامج تأهيل و تقوية قدرات الجمعيات المحلية باقليم اسفي حيث بين اهمية التكوين و المراحل التي مر منها للتهيئ لهذه المحطة . اما المحور الثاني من المداخلات فكان من نصيب الدكتور مصطفى الصوفي أستاذ بالكلية المتعددة التخصصات بأسفي حول موضوع " دور الجامعة في تأهيل الموارد البشرية لدى الجمعيات التنموية" أثثه بسؤال محوري عن الدور الذي يمكن ان تضطلع به الجامعة في تأطير و تكوين النسيج الجمعوي و وبالتالي انتاج المعرفة واعتبر التنمية هي تحصيل حاصل لتكاثف مختلف مكونات المجتمع قصد صناعة مواطن بمواصفات دولية وفق مقاربة تشاركية واعتبر الجامعة شأن عام يجب ان تكون جزء من استراتيجية عامة للبلاد وركز على ضرورة ايجاد صيغ موحدة يتم التوافق عليها لمفاهيم من قبيل التنمية وعن أي تنمية نتحدث ؟ كما ذكر بأن المساهمة في التنمية المحلية تستهدف التأهيل وهو الغاية لضمان مشاركة الفرد كانسان في التنمية وقد ربط الدكتور بين التنمية و الديمقراطية و الذي يحتاج الى وعاء معرفي لا يمكن ان توفره الجامعة لوحدها. أما مداخلة الدكتور محمد الغالي بجامعة القاضي عياض بمراكش وهو أستاذ السياسات العامة فقد كانت حول موضوع " التكوين و التأهيل دعامة لتطوير قدرات النسيج الجمعوي و التعاوني " حيث انطلق من التعريف بحمولات مفهوم التكوين و المتعلقة بمجموع العمليات و الأنشطة ذات البعد المعرفي و المهاراتي و كذا البرامج الضامنة لاستمرارية و ديمومة العمل الجمعوي و نجاعته. كما تطرق لعلاقة التكوين بأدوار المجتمع المدني والمتمثلة في التحسيس ، الاستشارة ، التأطير ، التوعية ، التنشئة ، المشاركة ، المراقبة ، المبادرة و الوساطة وهي ادوار أصبح المجتمع المدني يلعبها خصوصا في ظل التغييرات الدستورية الراهنة وأعطى المثال بمجموعة من جمعيات المجتمع المدني الفاعلة بمراكش الحمراء والتي نجحت الى حد ما في تحمل مسؤولياتها وحركت مجموعة من الملفات تفعيلا لمضامين الدستور الجديد والذي يقتضي ربط المسؤولية بالمحاسبة واستدل على ذلك بمجموعة من النصوص القانونية مثال ذلك الفصل 139 كما تطرق لاشكالية تمويل الجمعيات واكد انه يجب ان تكون مؤهلة من اجل تحقيق مشاريع نوعية بغض النظر عن الاكراهات المادية التي يجب ان تجتهد في تنويع مصادر تمويلها . كما تطرق لبعض الانزلاقات التي تحول بعض الجمعيات عن مسارها وتحولها لصناديق سوداء و تصبح مسيسة مما يفقدها قيمة جوهرية ترتبط بالقيم الاخلاقية التي يعول عليها المجتمع. ثم في الاخير كانت مداخلة للأستاذ عبد الكبير اجميعي رئيس فيدرالية جمعيات اسفي حول موضوع " استراتيجية فدرالية جمعيات اسفي في تأهيل الموارد البشرية لدى الجمعيات التنموية " والتي بسط فيها استراتيجية الفدرالية في سياقها العام والتي تزامنت مع مجموعة من التفاعلات والتحولات الاقليمية والدولية كان عنوانها الابرز هو الحراك الاجتماعي والتحول الديمقرطي والذي ما فتئت الفدرالية الى التفاعل معه و المساهمة فيه انطلاقا من مجموعة من الاستحقاقات التي باشرتها بنوع من المسؤولية والحس الوطني وبشكل واع يستهدف بالأساس مأسسة الحياة الجمعوية واعتبار التكوين كخيار استراتيجي يستهدف الرفع من كفاءة الرأسمال البشري وتأهيله من خلال ترسيخ معالم التاسيس الحقيقي وتنظيم هياكل الجمعيات للرفع من قدراتها حيث رفعت الفدرالية شعارات من قبيل الحكامة ودأبت على محاولة الحد من هشاشة النسيج الجمعوي المحلي من خلال تمكين الفاعلين من اكتساب مهارات وكفاءات تمكنهم من حسن تدبير وتسيير الجمعيات ثم بعد ذلك فتح باب النقاش حيث تم طرح انشغالات العديد من الجمعيات التي سلطت الضوء على ضعف التمويل وغياب المقرات وكثرة الجمعيات وتداخل عملها واختصاصها وضعف التاطير والتكوين ليتم الاجابة عليها من لدن الاساتذة المؤطرون مع توضيح بعض المفاهيم وتبيان بعض الالتباسات والإجابة على التساؤلات المطروحة . وفي الختام حوالي الساعة السابعة والنصف مساء توجت فعاليات الدورة الاولى لمنتدي التنمية البشرية بتوزيع شواهد المشاركة ثم كلمة الاستاذ اجميعي رئيس الدورة والذي شكر الجميع على تلبية الدعوة وعلى الانخراط الواعي من اجل إنجاح فعاليات المنتدى في نسخته الأولى ضاربا الموعد مع التكوين والتأهيل في القادم من الدورات .