تكبد مئات التجار بمدينة وجدة عاصمة شرق المغرب خسائر قدرت بمئات الآلاف من الدولارات جراء حريق نشب في الثانية عشر والنصف صباح اليوم بتوقيت غرينتش، وقد أتى الحريق على ما يفوق 1600 محل تجاري بسوق مليلية، أكبر أسواق المدينة والمخصص للملابس والتجهيزات المنزلية الإلكترونية. ويقول رئيس جمعية رواج للتنمية التجارة الداخلية بوجدة عبد الحليم مصباح للجزيرة نت إنه لم تنجم عن الحريق أية خسائر في الأرواح، مضيفا أن النار نشبت نتيجة تماس كهربائي بأحد متاجر السوق. وقد سارع حارس السوق إلى طلب النجدة من رجال المطافئ، غير أنهم تأخروا في الوصول إلى المكان، فانتشر الحريق بشكل سريع في السوق وأتى على جميع المتاجر. وحسب المصدر نفسه فإن العديد من التجار توجهوا اليوم إلى مقر ولاية وجدة، وحملوا السلطات المحلية مسؤولية الخسائر الفادحة التي تكبدوها نتيجة بطء تدخل رجال المطافئ، حيث عجز هؤلاء عن إطفاء الحريق وظل الدخان يتصاعد من المتاجر بعد مرور ساعات من اندلاع الحريق. مشاكل بالسوق ويضيف مصباح أن بعض التجار الذين حضروا لعين المكان استطاعوا إنقاذ بعض سلعهم وأموالهم من ألسنة النار، مضيفا أن دراسة سابقة أجريت عن السوق أظهرت مشاكل في طريقة تنظيمه وافتقاده لوسائل التدخل عند حدوث الكوارث، حيث إن السوق مغلق وسقفه من القصدير ولا يتوفر على تهوية جيدة. ودعت اللجنة المحلية التي أعدت الدراسة، وهي مكونة من سلطات ولاية وجدة والدفاع المدني وممثلي التجار، إلى ضرورة إعادة هيكلة السوق بطريقة تساعد على تحسين ظروف عمل التجار، الذين يقدر عددهم بأكثر من 2500 تاجر، فضلا عن مشاكل فنية تعتري شبكة الكهرباء في السوق. من جانب آخر يقول المحامي وأحد أعضاء مجلس بلدية وجدة نور الدين بوبكري في تصريح للجزيرة نت إن تحريات الشرطة لم تكشف لحد الساعة عن سبب نشوب الحريق. رجال المطافئ وأضاف أن رجال المطافئ كان بمقدورهم إنقاذ جزء من السوق من ألسنة النار، غير أن وصولهم متأخرين وانقطاع المياه عن المنطقة منذ أيام وعدم توفر عربات المطافئ على المياه أبطأ عملية السيطرة على الحريق. وأشار بوبكري إلى أن أحد التجار المتضررين أغمي عليه عندما رأى متجره وقد أتت عليه ألسنة النار وهو الآن في حالة غيبوبة بأحد مستشفيات المدينة، وتقدر قيمة السلع الموجودة بالمتجر الواحد بنحو 10 ملايين درهم (1.2 مليون دولار). وقد جاءت هذه الخسائر الجسيمة لتجار المدينة في ظرفية تعتبر من أكبر المواسم التجارية بالمغرب، وهي مناسبة عيد الفطر الذي يحل بعد أيام.