انتشرت في الأيام القليلة الماضية أشرطة فيديو تظهر مجموعة من المشاهير وهم يسكبون على أنفسهم دلو مملوء بالماء والثلج، ليرشحوا قبل أو بعد ذلك ثلاثة شخصيات معروفة للقيام بنفس الشيء. فما هدف هذا التحدي ولماذا أطلق؟ المبادرة انطلقت في الولايات المتحدة الأمريكية باسم Ice Bucket Challenge أي تحدي دلو الثلج كما أضيفت إليها ثلاثة حروف وهي ALS وتعني بالإنجليزية Amyotrophic lateral sclerosis وهي تعني التصلب الجانبي الضموري، هذا المرض الخطير الذي يصيب عدد كبير من الناس هو شكل من أشكال أمراض الأعصاب الحركية(التصلب العضلي الجانبي(، أحيانا سريع الانتشار، قاتل، يسبب ضمور الجهاز العصبي بسبب ضمور (ضمور يعني ضعف) الأعصاب الحركية والخلايا العصبية في الجهاز العصبي المركزي التي تتحكم في حركة العضلات الإرادية. وانتشرت المبادرة في العالم بأسره وبين عموم الناس لكنها شملت بالأخص الشخصيات المشهورة في العالم، حيث تقوم على سكب دلو من الماء الساقع المثلج على نفسك أو التبرع بمبلغ 100 دولار لفائدة جمعية ALSA (Amyotrophic Lateral Sclerosis Association)المكلفة بنشر التوعية ومساعدة المصابين بالمرض، ولدعم حملاتها في زيادة التعريف بالمرض. ثم يقوم الشخص الذي قبل التحدي بدعوة ثلاثة أشخاص آخرين للقيام بالتحدي أو التبرع في حالة الرفض. وكثرت الروايات حول من أطلق المبادرة حيث نشرت بعض المواقع بأن شاب أمريكي يدعى "كوري غريفين" هو من أطلق التحدي للتضامن مع صديقه المصاب بالمرض مستطيعا بمبادرته الإنسانية جمع 100 ألف دولار أمريكي لصالح الجمعية. وبأن هدف الشاب هو جمع مبلغ 32 مليون دولار أمريكي. كما تسرد روايات أخرى بأن المدير التنفيدي لشركة مايكروسوفت "ساتيا ناديلا" هو أول شخص خاض التحدي وهو من أطلقه متحديا كل من جيف بيزوس المدير التنفيدي لشركة أمازون وآخرون، لتنتقل بعد ذلك المبادرة إلى مارك زوكربورغ مؤسس الفيسبوك متحديا أغنى رجل في العالم بيل غيتس... ومن أبرز من رفضوا خوض التحدي وتبرعوا للجمعية الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي وجهت له الدعوة من طرف مجموعة من المشاهير. وانتقلت عدوى المبادرة إلى العالم لتثير ضجة كبرى وتملأ جدران اليوتيوب بأشرطة الفيديو التي وصل عددها إلى الآلاف ووصل مشاهدوها إلى عشرات الملايين. وقام أناس عاديون بالمبادرة دون توجيه الدعوة لهم موجهينها لأصدقائهم وكذلك بعض الشخصيات العامة التي لم تقم بالتحدي بعد في العالم وفي بلدانهم، وفي المغرب أطلق المنشط الإذاعي محمد بوصفيحة المشهور ب "مومو" مبادرة جميلة وإنسانية هادفة، فنظرا للخصاص الذي تعانيه مراكز تحاقن الدم بالمغرب، فقد أطلق "مومو" تحديا من نوع خاص، موجها الدعوة لبعض المشاهير، يا إما أن يسكبوا على أنفسهم دلو من الماء البارد المملوء بالثلج أو الالتحاق بأحد المراكز الخاصة للتبرع بالدم، ليستجيب له بعد ذلك "ديج فان" ملبيا طلب هذا الأخير مغني الراب "دون بيغ" والذي وجه بدوره الدعوى لبعض المشاهير وعلى رأسهم رئيس الحكومة المغربية عبد الإله بنكيران. المنتقدون كان لهم رأيهم وقصصهم فقد انهال بعض رواد مواصل الاجتماعي على البادرة بالانتقاد، داعين إلى الوقوف بجانب غزة لا التفرغ لهذه "التفاهات"، كما انتقض البعض المبادرة بدعوى أن بعض الدول الإفريقية تفتقر الماء في حين أن العالم يبذره في أشياء ليس لها معنى.