مرت ذكرى ميلاد الزعيم الخالد ابو عمار ال83 دون أن يتم وضع وردة على ضريحه أو تضاء شمعة تعيد للذاكرة مغزى ذاك الميلاد لزعيم ارتبط اسمه بنهضة التحرر الوطني الفلسطيني المعاصر، مؤسسا وقائدا وبات رمزا للهوية والاستقلال الوطني، ولم تنجح مؤامرت متعددة الأوجه على الغاء ذاك الحضور من الذاكرة الجمعية للشعب الفلسطيني، واستذكار نسيان أو تجاهل ميلاد الزعيم الخالد ليس فعلا لتسجيل لوم أو عتاب، فابو الوطنية المعاصرة لا يحتاج لوردة أو شمعة في يوم كهذا، خاصة وانه في حياته ما كان يفرح كثيرا بأي مظهر احتفالي بسيط كان يقيمه أفراد مكتبه، والا أن مرور تلك الذكرى بهذا التجاهل الغريب انما يشير الى ان هناك من يريد طمس بعض من معالم الزعيم دون ضجيج .. ولكن ما هو اشد غرابة من التجاهل هذا، أن يتم تسريب 'تقرير' تسابقت عليه وسائل الاعلام لتعيد نشره كما ورد من مسربيه، دون قراءة او تدقيق، أو التأكد من مصداقيته وصوابيته، تقرير يشير الى أن قتل عرفات وتسميمه لم يعد 'فعلا اسرائيليا' بل هو 'صناعة دحلانية'، تقرير يمكن أن يتنصل منه أي أحد كونه ليس من مصدر رسمي يحمل صفة وطنية فلسطينية، بل ورق تم ملؤه وحشوه بمعلومات أراد كاتبها أن يخلف 'فضيحة' لشخص، وتناسى أن الحقد الأسود على الشخص المعني إنما يصل بذلك لتبرئة كلية لدولة الاحتلال مما لحقها من اتهامات لا يغفلها أي طفل فلسطيني، تقرير تم تسريبه في ذكرى مولد الزعيم، وكانه جزء من حملة 'إعدام القائد المؤسس'، لم يفكر كاتبه ال'هيتشكوكي' ثانية بأبعاد ما اورده من 'خدع اعلامية' وكل ما يهمه ليس سوى البحث عن 'شبه' أو 'تهمة' لدحلان.. ليس فعلا معقدا ولا 'عبقرية' أن يصيغ أي شخص باي اسم تقرير يمكن أن يكتب به كل شيء، بل ,ان تصاغ الاتهامات كما تشاء ويتم نشرها في أكثر وسائل الاعلام، لخلق 'ضجة' يكون نتيجتها 'فرحا لحظيا' لما حدث كأي طفل يحصل على لعبة ما أو قطعة حلوى بعد صراخ.. فرح يعمي ما تحمله تلك 'اللعبة الصبيانية' من كوارث سياسية على الشعب الفلسطيني، بمثل تلك الترهات التي لا يوجد بها قول مستند لحقيقة، سوى حقيقة أكيدة واحدة هي أن دولة الاحتلال يمكنها أن تقدم هدية ثمينة ومجزية لمن قام بكتابة التقرير ثم لمن قام بنشره، فهدية بهذا الحجم من تبرئة المحتل من 'دم عرفات' لا يفوقها هدية بعد سنوات من تهم تلاحقها .. ما فعله 'حاقد التقرير' يفتح الباب واسعا أمام مؤسسات منظمة التحرير لفتح تحقيق وطني لما جاء في تقرير الاعلام ذاك، ولفتح تحقيق كيف يمكن أن يتم نشر هكذا معلومات بهذا القدر من الخطورة بهذه الطريقة الصبيانية، هل ستصمت المؤسسة الوطنية بقواها كافة أمام هذا التلاعب بدم الزعيم الخالد.. وهل ستصمت مؤسسة الشهيد ياسر عرفات عن تلك الفعلة التي تصل الى درجة 'الخيانة الوطنية'، هل سيكون هناك حساب لمن قام بما قام به، خاصة بعد أن أعلن عضو لجنة مركزية كان بمثابة النائب العام الفتحاوي هو السيد جمال محيسن بأنه لم توجه تهمة قتل الرئيس لدحلان خلال التحقيق، بل أن رئيس المحكمة الحركية نفي كليا علمه بما نشره التحقيق.. ما يكشف أن المسألة ليس سوى فبركة سياسية من طراز دوني.. والمسؤولية الوطنية تفرض الا تمر تلك اللعبة مرورا اعلاميا.. فتربئة المحتل بهذه السذاجة .. خيانة لا أقل منها.. ملاحظة: انتهى 'لقاء الأحد' بين 'حماس و'فتح' وكلاهما فرح بما حدث وما تحقق.. نأمل أن يصل الفرح للشعب الفلسطيني أيضا.. بالمناسبة متى ستم تبييض السجون .. تنويه خاص: مخاوف أردنية نشرتها صحيفة' الحياة' تخص القدس واللاجئين .. هل من توضيح فلسطيني رسمي .. أم ان الصمت 'سيد الأدلة' ..