بعد لحظات من مداخلة تليفونية مع اللواء عبد المنعم كاطو الخبير العسكري لبرنامج 'صباح دريم' اصدر رجل الأعمال أحمد بهجت الذي يمتلك كافة أسهم دريم قراراً بعزل مقدمة البرنامج دينا عبد الرحمن التي حملت بقوة على كاطو عقب اتهامه لإثنين من مرشحي الرئاسة بتلقي أموال من الخارج وعمالتهم 'للولايات المتحدة الامريكية' قائلة: 'هل هذه معلومات أم تخمينات؟' فرد بأنها مجرد تخمينات قائمة على معلومات وهو ما جعله يشعر بالحرج. ودخلت دينا في مشادة مع كاطو عندما قال عن مقالة منشورة للكاتبه نجلاء بدير في صحيفة 'التحرير' عرضتها دينا في البرنامج، أن 'المقالة غير موضوعية ونجلاء 'ست مخربة'، وقال اللواءغاضبا 'والمفروض تختاروا الناس المحترمين وتقروا مقالاتهم'، وهو ما دفع دينا للرد عليه بالقول أن نجلاء بدير كاتبة محترمة ومن حقها تكتب ما تشاء وأن هذه اتهامات جزافية، وأضافت ساخرة 'ممكن توضع لنا قائمة بالأشخاص المحترمين الذين يمكن استضافتهم'. وعقب انتهاء البرنامج امس الأحد، استدعى أحمد بهجت رئيس قناة دريم دينا عبد الرحمن وأبلغها رسميا بأن البرنامج سيقدم من اليوم الإثنين بمذيعة أخرى. فيما علمت 'القدس العربي' أن أحد وزراء حكومة شرف سعى للتدخل لدى رجل الأعمال أحمد بهجت لأعادة المذيعة للعمل لكنه رفض. وتشير مصادر مطلعة من داخل قناة دريم أن العاملين بالبرنامج يتعرضون لضغوط من قبل بهجت حتى يتم تخفيض سقف النقد السياسي وذلك بدءا من قيام ثورة يناير خاصة عند الحديث عن المجلس العسكري والجيش، ومن المعروف أن بهجت يخشى من أن يتم الدفع باسمه ضمن الملاحقين من رجال الأعمال حيث يطالب العديد من المراقبين بضروروة التحقيق معه في تضخم ثروات. ويرفض العاملين بفضائية بهجت الأستماع للنصائح التي توجه لهم من مكتب بهجت بخفض سقف النقد حتى جاءت واقعة كاطو ومداخلة الرويني لتطيح بدينا عبد الرحمن وفريق العمل وأسفرت عن حالة غضب واسع بين معظم العاملين بالقناة. ويشير مراقبون إلى أن قرار عزل دينا عبد الرحمن يكشف بوضوح عن ضيق صدر المجلس العسكري تجاه أي نقد'يوجه لشخصيات بالقوات المسلحة سواء من أحيلوا للتقاعد او من لازالوا في الخدمة. وفي تصريحات خاصة ل'القدس العربي' اشار أمين إسكندر القيادي في حزب الكرامة إلى ان المخاوف من تضييق نطاق الحرية والنقد بات شائعا، وينبغي على المجلس العسكري ان يتحلى بسعة الصدر وقبول النقد. واعتبر الأحداث التي شهدتها القاهرة على مدار اليومين السابقين تكشف عن حالة مزاجية عصيبة بالنسبه للمجلس العسكري خاصة فيما يتعلق باتهام فصائل من الثوار بتلقي اموال من جهات خارجية والتدريب على حمل السلاح ووصف إتهام حركة كفاية بأنها اجنبية على لسان لواء بالمجلس العسكري بأنه يمثل صدمة سوف تحدث شرخاً بين الثوار والمجلس مطالباً بضرورة التحقيق في صحة تلك الأتهامات. وحذر ممدوح حمزة المعارض البارز من أيام قد تكون شديدة الصعوبة في المستقبل القريب بين المجلس العسكري والشعب بسبب ضيق صدر كبار القيادات واعضاء'المجلس تجاه أي نقد يوجه للمشير أو رفاقه. ---------------------------- ** المصدر: القدس العربي