"في دار السلام سقطت كل الأوهام"! هكذا عنونت صحيفة "المنتخب" المغربية الرياضية على صدر صفحتها الأولى غداة خسارة "أسود الأطلس" 1-3 أمام تنزانيا في الجولة الثالثة للتصفيات المؤهلة لكأس العالم 2014 ضمن منافسات المجموعة الثالثة. عنوان يعكس حالة الغضب والإحباط الشديد التي أصابت الجماهير المحلية، علما أن المنتخب المغربي قد أهدر آخر فرصه للبقاء في السباق نحو مونديال البرازيل في مجموعة تضم فريقا قويا اسمه كوت ديفوار. وعلى بعد ثلاث مباريات من اختتام مرحلة التصفيات، يحتل المغربيون المركز الثالث، متخلفين عن كوت ديفوار المتصدرة بفارق 5 نقاط وعن تنزانيا الملاحقة بأربع نقاط. "لا أحد يمكنه التكهن بإقالة الطاوسي" وأمام هذه الهزة الكروية العنيفة غير المتوقعة، سارع محمد أوزين وزير الرياضة إلى إعلان "انطلاقة جديدة وبدماء جديدة" الشهر القادم عندما ستعقد الجامعة المغربية جمعية عامة استثنائية. فهل هو إشعار مسبق للمدرب رشيد الطاوسي، والذي يجري عقده لغاية 2015؟ كيسيتو ندور الصحافي في موقع "أوفيت مغرب" يقول "لا أحد يمكنه التكهن بإقالة الطاوسي، لا سيما أن الجامعة لم تعلن نيتها التخلي عن خدماته"، مذكرا بأن المغرب سيستضيف كأس الأمم الأفريقية 2015 وأن تعيين مدرب الجيش الملكي السابق كان مرتبطا أساسا بهذا الاستحقاق. وقد انهالت الانتقادات على رشيد الطاوسي من كل الجهات، وعاب عليه بادو الزاكي الحارس الدولي السابق ومدرب "الأسود" بين 2002 و2006 إخفاقاته التكتيكية، مشددا على تفضيله العنصر المحلي على حساب اللاعبين المحترفين دوليا. وصبت انتقادات مصطفى أبو عباد الله الصحافي في يومية "الصباح" في نفس الاتجاه، قائلا لموقع فرانس 24 إن "الطاوسي يتحمل مسؤولية الخسارة لأنه أدخل تغييرات جذرية في التشكيلة وأقحم لاعبين جدد يفتقدون الخبرة الدولية في مباراة مصيرية". وأضاف الصحافي: "كان المغربيون متفائلين بمستقبل المنتخب بعد الوجه المشرف الذي ظهر به اللاعبون في آخر مباراة لهم بكأس الأمم الأفريقية الأخيرة أمام جنوب أفريقيا، لكن المدرب لعب أمام تنزانيا بفريق مخالف والنتيجة أن حظوظ المغرب بالتأهل إلى مونديال 2014 تبخرت نهائيا". "ذكرنا من يريد الذكرى أنه ليس بإمكاننا أن نعد المغاربة بالنتائج" وتأسف مصطفى أبو عباد الله لأداء زملاء الحارس نادير المياغري ولنتيجة المباراة، معبرا عن حزن واستياء الجماهير المغربية للخسارة. وتوقع كيسيتو ندور وأبو عباد الله تأهل كوت ديفوار بصورة منطقية عن المجموعة الثالثة، مجمعان على أن جودة التشكيلة الإيفوارية لا يمكن أن تترك مجالا للأمل. وستستقبل المغرب في النصف الأول من حزيران/يونيو كلا من تنزانيا وغامبيا قبل أن تسافر إلى أبيدجان في مطلع أيلول/سبتمبر لمواجهة كوت ديفوار. ومن المرجح جدا أن تكون الأمور حسمت قبل الموعد الأخير. وما كان أمام محمد أوزين وزير الرياضة إلا أن يذكر بأن "الفوز الصغير بمثابة الشجرة التي تخفي الغابة! هذا الواقع بالضبط الذي جعلنا نذكر من قبة البرلمان من يريد التذكر أنه ليس بإمكاننا أن نعد المغاربة بالنتائج، لأننا نعلم يقينا أن عملا طويلا لا يزال ينتظرنا". ** المصدر: فرانس 24