يعود الوضع الصحي بمدينة عين بني مطهر إلى واجهة الأحداث بعد الخصاص الذي خلفه انتقال طبيبا المركز الصحي و عدم تعيين اخران بدلا عنهما حتى اللحظة و أعاد من جديد شبح الاحتجاجات التي عاشتها المدينة في مرات عديدة من خلال العديد من حالات الإهمال التي تسببت في وفاة مواطنين لا ذنب لهم سوى أنهم طالبوا بحقهم في العلاج و التي سبق لنا تناولها بالرصد و التحليل. ففي الوقت الذي كان فيه سكان المدينة ينتظرون أن يتعزز المركز بإضافة طبيب أو اثنين لامتصاص الخصاص الذي يعرفه نفاجأ بقرار أدخل المواطن في دوامة البحث عن مسكن لآلامه المتواصلة ، فما يعرفه القطاع الصحي بالمدينة غير مقبول بالمرة يستدعي وقفة حقيقية تقطع مع هذا الوضع المقلق تأخذ بعين الاعتبار احتياجات المواطنين إلى سياسة صحية دائمة و متواصلة تغنيه عن هذه المعاناة اليومية التي تتفاقم بشكل كبير ، فالمستوصف الذي يعود بنائه إلى سبعينيات القرن الماضي استنفد مهمته بشكل كبير و لم يعد يستوعب العدد المتزايد من الوافدين عليه و من مختلف الجماعات القروية المجاورة للمركز، فحتى البناية التي أضيفت إليه في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية و التي كان يعول عليها في امتصاص الضغط الذي يعيشه المستوصف لم يشرع في استخدامها حتى اللحظة رغم مرور أزيد من سنتين على انتهاء الأشغال بها لتبقى هي الأخرى تحصيل حاصل لواقع مريض يستدعي تدخلا سريعا لا يحتمل التأجيل يضع الوزارة الوصية أمام مسؤولية كبيرة في التعاطي بايجابية مع مطالب السكان في تعزيز المستوصف الصحي بالأطر الطبية المؤهلة من أطباء و ممرضين . لقد كنا نتمنى و معنا ساكنة المدينة و الجماعات القروية بتراب دائرة عين بني مطهر أن نتجاوز هكذا وضع و الذي يعرف تراجعا خطيرا يهدد صحة المواطن المغلوب على أمره في ربوع أصبحت خارج اهتمامات حكومتنا الموقرة التي أشبعتنا خطبا و كلاما حد التخمة في غياب قرارات ملموسة على ارض الواقع تغنينا عن واقع عام مس شتى مناحي الحياة اليومية جعل المواطن نفسه يستسلم لهذا الواقع مرغما في انتظار بديل يعطيه بصيص أمل في أن شيء ما تغير .