المباراة التي تجمع ظهر اليوم السبت 2 مارس الجاري على ملعب "سانتياغو برنابو" بين ريال مدريد وغريمه برشلونة برسم الجولة 26 من الدوري الأسباني لكرة القدم تكاد تكون رمزية، لأن ميسي ورفاقه يتقدمون بفارق 16 نقطة عن رفاق رونالدو، وهم شبه متأكدين بإحراز اللقب. لكن المواجهة بين قطبي كرة القدم الأسبانية ليست مسألة رموز، بل تنافس رياضي مستمر بينهما وصراع سياسي خفي بين إقليمي كاستيا وكاتالونيا. المباراة كذلك محطة تتجدد الإثارة فيها مرتين في السنة على الأقل، وينتظرها عشاق الكرة في كل العالم بشغف وترقب كبير. ففي 2011، كان معدل المشاهدين في المواجهات بين الفريقين 500 مليون مشاهد في كل مرة، كما قال الصحافي الفرنسي تيبو لوبلا الذي يعمل بمدريد كمراسل لعدة صحف فرنسية، في حوار مع فرانس 24. وعلى سبيل المقارنة، كان عدد مشاهدي نهائي كأس العالم 2010 في جوهانسبورغ بين أسبانيا وهولندا 700 مليون مشاهد. وقد ألف لوبلا كتابا صدر مؤخرا عن دار النشر "هوغو أند كو" تحت عنوان "الكلاسيكو بين برشلونة وريال مدريد: حرب العالمين"، تطرق فيه إلى تاريخ التنافس الشديد بين الفريقين والتوتر الكبير الذي يميز المواجهات بينهما. من ألفريدو دي ستيفانو إلى لويس فيغو وأشار الصحافي الفرنسي إلى أن جذور الحقد والكراهية تم غرسها في 1953 بسبب لاعب أرجنتيني شهير اسمه ألفريدو دي ستيفانو. كانت حينها برشلونة تغازله بهدف التعاقد معه إلا أن ريال مدريد أحدث "انقلابا" وضم المهاجم إلى صفوفه. والنتيجة أن ريال مدريد تألق وفاز خمس مرات بكأس أبطال أوروبا [الذي يسمى حاليا دوري أبطال أوروبا] بين 1955 و1960. وتكرر "الحدث" في 2000 عندما انضم البرتغالي لويس فيغو إلى النادي الملكي قادما من.. برشلونة، وهو ما اعتبرته الأخيرة "خيانة". ولكن الحقد والكراهية بين الريال وبرشلونة غذتهما أيضا قضايا سياسية مرتبطة بحقبة الديكتاتور فرانكو، بحيث أن النادي الكاتالوني دائما يتهم غريمه بأنه كان مقربا من هذا الجنرال الذي حكم قبضته الحديدية على أسبانيا من 1939 حتى 1975. في 1943 مثلا، أي بعد أربع سنوات من الحرب الأهلية التي مزقت البلاد، تواجه الفريقان في نهائي كأس أسبانيا وفازت برشلونة ذهابا 3-0. وفي مباراة الإياب، فاز ريال مدريد بنتيجة 11-1، ما أثار غضب نادي برشلونة متهما شرطة فرانكو بأنها مارست تهديدات على لاعبيه للسماح للنادي الملكي بإحراز اللقب. اليمين ضد اليسار، البورجوازية ضد الشعب وكثيرون اتهموا ريال مدريد بأنه يمثل اليمين، بمعنى البورجوازية، فيما برشلونة يمثل اليسار، أي الشعب، إلا أن تيبو لوبلا يعارض التفكير السائد، مذكرا أن برشلونة فاز في الأعوام 14 الأولى من حكم فرانكو بعدة ألقاب، مقارنة بغريمه الذي خرج في أغلب الأحيان خالي الوفاض. وتابع الصحافي قائلا إن نادي برشلونة "كان يعتبر سابقا ناديا محافظا يمثل البورجوازية الكاتالونية". وفي السنوات الأخيرة، استقطب الصراع الشديد بين جوزي مورينيو مدرب ريال مدريد وبيب غوارديولا مدرب برشلونة أنظار الأنصار ووسائل الإعلام والصحافة، ويصف لوبلا هذا الصراع بأنه "خرافي". ولا شك أن مباراة ظهر اليوم السبت ستكون موضع تنافس شديد بين ميسي ورونالدو، ومهما كانت نتيجتها فإن قصة هذين العملاقين ستظل في قمة الإثارة الرياضة بأسبانيا وخارجها. ** المصدر فرانس 24