عقب كل هزيمة كروية أو نكسة رياضية تتعالي الأصوات هنا و هناك تدعوا إلى محاسبة المسؤولين و المشرفين على القطاع الرياضي ، لكن ما تلبث هذه الدعوات أن تخفت و تعود حليمة إلى عادتها القديمة و نتناسى عن قصد أو دونه أن قطاعا مريضا و معتلا لا يمكنه المنافسة لا قاريا و لا دوليا و لا حتى عربيا. فلا يمكننا اليوم أن نتحدث عن واقعنا الرياضي بكل تجلياته بمعزل عن النتائج التي تحققها رياضتنا الوطنية و التي تبقى هزيلة و دون المستوى المطلوب مقارنة مع الاعتمادات المالية المهمة المرصودة للعديد من الرياضات و في مقدمتها الساحرة المستديرة كرة القدم، و يأتي خروجنا من الكان 2013 ليؤكد أننا فعلا بعيدين كل البعد عن حلبة التنافس القاري و أن المنتخب الوطني الذي كان يضرب له ألف حساب في سابق عهده قبل أن يتحول إلى لقمة سائغة سهلة المنال حتى بالنسبة لأضعف المنتخبات الإفريقية التي سجلت حضورها بشكل قوي فاجأ العديد من المتتبعين فيما غاب التنافس عن منتخبنا الوطني بمحترفينا و جامعتنا و بكل الرصيد البشري الذي لم نحسن استثماره بالشكل المطلوب و النتيجة خروج مبكر و مذل من نهائيات كأس إفريقيا بافانا بافانا، مسؤولية نتقاسمها جميعا و أن بنسب متفاوتة و من العيب اليوم أن نستمر في نفس النهج و بنفس الوجوه التي أوصلتنا إلى السكتة الرياضية التي أجهضت حلم أمة بالظفر بكأس كنا أبعد ما نكون من بلوغ أدوارها النهائية، فما عاشته كرتنا الوطنية يسائلنا جميعا و يضعنا أمام تحدي كبير في تحديد مسؤولية الفشل الذي كان عنوانا بارزا و عريضا في هذا المشوار الرياضي القاري، و لا يمكننا بأي حال من الأحوال القفز على هذا الفشل بضرب موعد انتصار ( وهم) جديد في نهائيات 2015 التي سنحضى بشرف تنظيمها في ظل نفس النهج الذي أساء و بشكل كبير إلى الرياضة الوطنية التي لا زالت تعاني الأمرين و تبحث لها عن مخرج يحفظ لها ماء الوجه ، كما أن مسؤولية الوزارة الوصية و معها حكومتنا الموقرة تبقى قائمة في الإجابة عن الأسئلة الحارقة التي أفرزها هذا الإخفاق الكروي بعيدا عن أية خلفية لأنها اليوم قضية تهمنا جميعا و لا يمكن إخضاعها لأي اعتبار سوى مصلحة الوطن بعيدا عن لغة التخوين و تحميل طرف بعينه مسؤولية ما حدث بجهنسبورغ. كما أن الصحافة الوطنية و الرياضية على وجه التحديد مطالبة بالتعاطي الموضوعي البعيد عن " النفخ المجاني " مع هذا الواقع الذي لم يعد خافيا على أحد من المتتبعين و المهتمين و الممارسين و المسيرين و ذلك بإنتاج خطاب واقعي يسمي الأشياء بمسمياتها و يرصد كافة الاختلالات التي تعشش في جسمنا الرياضي المريض الذي لم يعد يحتمل الحلول الترقيعية و القرارت الارتجالية التي لا تستند على أية مقومات علمية و لا تربط المسؤولية بالمحاسبة التي أقرها دستور 2011 و ننتظر تجسيدها على أرض الواقع. فلنكن لنا الجرأة في فتح ملف الرياضة الوطنية و فتح المجال أمام جميع المتداخلين و في مقدمتهم دوي الاختصاص في مناظرة وطنية حقيقية تقارب كل المشاكل التي نعيشها و إيجاد حلول عملية لها لأن الاستمرار في ظل الفشل هو فشل في حد ذاته و اهانة للرياضيين و المواطنين على حد سواء.