تنظم المديرية الجهوية لوزارة الثقافة بجهة فاس بولمان، معرضا للمنجزات الفنية للفنان التشكيلي مصطفى النافي، برواق محمد القاسمي بفاس، من 15 إلى 28 فبراير 2013،في الساعة السادسة والنصف مساء، تحت عنوان: ' تناقضات الأسود'، ويتضمن المعرض 39 لوحة فنية، يدبر فيها "النافي "مرحلة تشكيلية تعتمد على ابراز التصدعات الانسانية، بثنائية الأبيض والأسود، مع بعض التلميحات اللونية، والضربات الفنية، باقتصاد بليغ يتكئ على الألوان الساخنة، في محاولة لتشكيل الفراغ المنحوت بدقة مدروسة، بإحساس ينسجم وفق الأبيض المتخيل والذي يجاور فلسفة الأسود. ويؤكد الناقد التشكيلي ادريس عيسى، بأن "الفنان مصطفى النافي، يرسم مشتغلا بالأسود الذي يوسم بأنه " لا لون"، وبالفراغ الذي يحل محل المادة باعتباره محتملها، ومحتمل العمل الذي ينحو إلى اللانهائي في الفضاء، وهما مفارقتان تجعلان الفعل التشكيلي اختيارا لحدود قصوى، الرسم بللا لون، والتشكيل بالفراغ، ذلك ما اضطلع به مصطفى النافي بتدبيره في هذه المصاحبة القديمة المغرية التي ترفدها المغامرة والصمت الذي يفصح عن كلام مديد مع الأسود، لا يخرج العمل الفني عند الفنان مصطفى النافي، من اطاره الذي يحده إلا بقوة فيه، تحركه وتجعله حركة، ذهابا إلى "لا متحقق"، ونزوعا إلى ممكن، من هذه الحركة التي هي طبيعة العمل وفعله معا تنشأ التوترات فيه وتتضاعف، وتغدو هي ذاتها شرط حركته". ومن جهته أكد الفنان والناقد التشكيلي سعيد العفاسي، بأن " أعمال الفنان مصطفى النافي تمتاح قوتها الإجرائية من سلطة الأسود، بخامات تنسج من الأبيض متخيلا، ومن الفراغ فلسفة تنبش في العمق الباطن، الذي يبطن لمرحلة تشكيلية يتنفس منها الفنان شغبه بالتشكيل، ومراسه الفني الذي انماز بالتدبر، والتأمل، والتجريب المعاصر، في محاولة فك طلسم الثانئية الأزلية القائمة بقوة الطبيعة على التناقض" الأسود / الأبيض"، هذا التناقض المتناقض، الذي يكشف انشغال " النافي" بنفي الألوان المتجلية في ملكوت الكون، والحفر في المادة، بحثا عن دلالات تقود لفهم المسكوت عنه في غياب الأبيض، المتأصل في النفس، والأسود الحاضر ظاهرا، وما يجب قراءته في المنجز الفني، للفنان مصطفى النافي، هو امتلاكه لناصية العمل التشكيلي، وجراءته في التعبير بالنتيجة، التي هي " الأسود" في غياب الأبيض، الذي هو الأصل، مع مراعاة تلك الظلال التي تشكل ما لم يشكله "النافي"، وترفض المألوف، وتخرج عن الاطار بحثا عن صيغة الممكن والمحال، وتحتل مكانة بارزة في قراءة منجزاته الفنية". ورغبة في ترسيخ تقليد يواكب المعارض التشكيلية، من أجل انفتاحه على لغة النقد والقراءة المشفوعة بما راكمه التشكيل المغربي من تجارب فكرية وفلسفية، ستقام جلسة فكرية تبحث في المنجزات الفنية للفنان العارض، في الساعة الخامسة من يوم الافتتاح، يؤطرها كل من : * الأستاذ الشاعر إدريس عيسى : "مجاورة الأسود، استقراء تجربة الفنان مصطفى النافي". * الفنان التشكيلي امحمد ابن كيران : " أسود بنكهة البياض". * الدكتور علي التازي برعيش: "أفق البحث ومسارات التشكيل". * الفنان والناقد التشكيلي سعيد العفاسي : "تجلي الابيض في عمق الأسود" .