نظمت الجمعية المغربية لصحافة التحقيق"أجمي" يوم الأحد 18 نونبر الجاري بمراكش لقاءا دراسيا للتعريف بالتحقيق الصحفي والإلحاح على تعلمه وممارسته. حضر هذا اللقاء بعض الصحافيين إلى جانب طلبة المعهد الخاص للاتصال وعلوم الإعلام وبعض أساتذة الصحافة والإعلام بالمدينة تحت إشراف كل من المؤطرين ب"أجمي" ومعهد ابن رشد للإعلام, محمد المواق وعبد الصمد عياش. التحقيق الصحفي أو كما يسمونه في المشرق "التحقيق الاستقصائي", وهو عبارة عن طريقة من طرق الممارسة المهنية للصحافة, هدفه كشف الحقيقة وتعميم المعلومات المتعلقة بخرق ما, أي المادة الموجودة في كل مكان كالجريمة والفساد والبيئة...ويسمى كذلك بصحافة الفضائح حيث يتم التركيز على التجارة والأعمال وعلى القوى السياسية وعلى الظلم الاجتماعي. ففي أمريكا نبع التحقيق الصحفي من داخل الصحافة نفسها أما في أوربا فقد نبع من الأدب مع أيميل زولا مثلا...نفس الشيء عند المشارقة حيث يرونه مجرد قصة صحفية تتحمل السرد والحوار والتقطيع ثم التعليق كما يتحمل العودة إلى الأرشيف والانتقال بين عدة أشخاص أو عدة أماكن, فكاتب التحقيق الجيد هو الذي يمتلك أسلوبا أدبيا وقصصيا ولغة سليمة وخيالا خصبا وثروة من المعلومات. ليس من السهولة على من لايملك هاته الأدبيات الاستقصائية أن يصبح كاتب تحقيق,لأنه بصراحة فنان وأديب يعرف كيف يتعامل مع أدواته ويوظفها لمصلحة تحقيقه. صحافيو التحقيق في المغرب يُعدّون على رؤوس الأصابع,ربما يرجع السبب إلى كونه بحثا تحوم به مجموعة من المخاطر مادام المحقق يبحث عن الحقيقة أو لأنه مسطرة معقدة تتطلب كثير من الوقت وجهد مادي ومعنوي إلى جانب امتلاك تقنيات وأساليب علمية كفن المقابلة وملكة الملاحظة والإلمام التام بشتى عناصر التحقيق الضرورية... مع هذا تبقى كتابات التحقيق في المغرب نادرة بمفهوم "الجيدة" , ولهذا نجد بعض الجمعيات المهتمة بالتحقيق الصحفي كالجمعية المغربية لصحافة التحقيق"أجمي" تسعى من خلال ورشات تكوينية ودورات تعريفية إلى تعليم تقنيات هذا الفن الصحفي وترسيخه في ذاكرة الصحافة المغربية.