أنهى المخرج السينمائي المغربي عز العرب العلوي تصوير فلمه القصير "الأعمى والغجرية " بفضاءات إيموزار ذات الطبيعة الخلابة والمناظر الجميلة، هذا العمل الذي يهديه لروح المخرج العالمي الكبير فيديريكو فيلليني أحد السينمائيين الإيطاليين المرموقين في عالم الفن السابع خلال القرن العشرين، أشرف على إنجازه طاقم تقني مغربي على درجة عالية من الاحترافية. وقد أدى بطولة هذا الفيلم الشاعرة والمطربة الفلسطينية شادية حامد في دور الغجرية إلى جانب الممثل المغربي محمد عزالعرب الكغاط في دور الأعمى فيما توزعت باقي الأدوار بين الممثل حميد نجاح والممثلة فاطمة الزهراء مسكي. أما الإنتاج فهو لشركة ميدي سات وجمعية بابل للثقافة والفن، سيناريو وحوار عزيز الحاكم ، الصوت محمد أسامة نصير. جانب من طاقم فيلم "الغجرية والأعمى" ويدور الفيلم حول قصة حب مستحيلة بين أعمى حالم مسكون بالذكريات وغجرية حسناء، تجمع بينهما أقدار عجيبة فيعيشان حياة حافلة بلحظات التوتر والوصال المهدد دوماً بالفراق. غير أن حاجة كل منهما إلى الآخر تضطرهما إلى تعايش من نوع خاص يمليه حنينهما الدائم إلى ماض مليء بالمسرات. يرتبط الأعمى بالغجرية ارتباطا لا فكاك منه ، في مقابل إشفاقها عليه إشفاقاً لا يخلو من شراسة، وهذا ما يحافظ على «شَعرة» الاستمرار رغم تقلباتهما المتواصلة. ويطبع أجواء الفيلم التناقض والصراعات الدائمة المحفوفة بالمفاجآت . لكن إلى أي حد يستطيع التراضي والتعايش الملغوم أن يرأب الصدع بين الزوجين، في زمن لم تعد فيه للحب كعاطفة نبيلة تلك القيمة التي تسمو به من مجرد تواصل جسدي إلى مرتبة الروحي العميق ؟ ومن المنتظر أن يعرض فيلم «الأعمى والغجرية» قريباً في عدد من المهرجانات الوطنية والدولية . المخرج المغربي عز العرب العلوي وجدير بالذكر أن عز العرب العلوي المحرزي أحد السينمائيين المغاربة المتميزين، وله مشاركات مشرفة في مهرجانات وطنية ودولية ونال أكثر من جائزة بفضل أعماله السينمائية وأنجز العديد من الأفلام الوثائقية، وله في السينما الروائية خمسة أفلام هي «بيدوزا»، «جزيرة يوم ما»، «موعد في وليلي»، «حبات الأرز»، و»أزوران»، هذا الأخير شارك به في المهرجان السينمائي الدولي في دمشق وفي كورزتاون الأميركية . والذي اختير ليكون بين أهم 53 فيلماً قصيراً عالميا وكذا فوزه "بالفينوس" بمهرجان بادالونا باسبانيا، بالإضافة إلى جائزة النقد بالمهرجان الوطني بطنجة وجائزتي النقد والصحافة بمهرجان سبو بالقنيطرة، وجائزة النقد بالمهرجان السينمائي للفيلم العربي بإفران. وتمكن في مطلع هذه السنة أن يفوز بالزيتونة الذهبية بالمهرجان السينمائي التاسع سيدي لعباس بالجزائر .