تحت شعار "الشباب والمسرح والمجتمع" نظمت الدورة 24 من المهرجان الدولي للمسرح الجامعي، والتي بسطها المنظمون في البدء بأنها مواكبة للمستجدات والتحولات والرهانات التي تهاجس الشباب وبالتالي تنصهر مع المسرح كما المجتمع. فكانت أيام الإعداد والتنظيم والتواصل مع الفرق الجامعية ومع ضيف الشرف تونس الشقيقة ومع لجنة التحكيم ومع وسائل الإعلام بكل مكوناته، حضور هاجس الشعار، الشباب والمسرح والمجتمع، وكان النقاش دائر بين كل هذه الفعاليات عن نقط الالتقاء بين هذا الثلاثي، وتعددت القراءات والتأويلات ووجهات النظر. تم أتت أيام المهرجان من حفل الافتتاح يوم 8 يوليوز 2012 إلى 14 يوليوز 2012، لتجيب الأيام السبع للمهرجان عن خلفية وحقيقة وجوهر الشعار الذي فاجئ حتى المنظمين ووجدنا المهرجان عبارة عن مؤتمر عالمي للشباب من نوع مختلف اجتمعت فيه الجنسيات واللغات والثقافات والموروث التاريخي المتجدر والمستقبلي، وكانت المرافعات والتدخلات في محور الشعار: "الشباب والمسرح والمجتمع" بطريقة راقية تعد من أقدم المرافعات في الحفريات التاريخية وهي طريقة التعبير الجسدي ولغة الرمز والإشارة وباقي التعابير الدراماتولوجية، عبر لغة المسرح التي تلخص وتختزل العالم بل الكون والمواضيع والأحداث. تنافس على بساط المسرح عبر تحاور الشباب والمسرح بتقنية العرض المسرحي حضر المجتمع، الذي تمت محاكمته واستحضاره ليجيب عن مطمح الشباب في التغيير والتحول، يصرح لنا عضو لجنة التحكيم الأستاذ محمد الماجري استاذ المسرح ومدير المعهد العالي للفن المسرحي بتونس، بأنه يكفي أن يكون الشباب حاضرا بكثافة في هذا المهرجان ويقدم عروضه بحساسياته المختلفة وبثقافاته المتنوعة حتى نفهم العلاقة بين شعار هذه الدورة ومضامين أغلب المسرحيات، إن المتفرج في العروض يستنتج حضور مواضيع تتعلق بهواجس الشباب ومنها على وجه الخصوص التوق إلى الحرية وتأكيد الذات ولعل هذه الهواجس التي كانت وراء تقارب بعض المواضيع حتى وإن اختلفت الطروحات والمعالجات الفنية ولعله بالإمكان القول يكفي لهذه الدورة أن طرحت موضوع علاقة الشباب بالمسرح والمجتمع حتى تكون وضعت أصبعها على أهم المسائل الحيوية المتعلقة بالآفاق والآتي، وفي نفس السياق صرحت لنا الممثلة والفنانة الأمريكية عضور لجنة التحكيم لوغي ماكان، إن تيمة هذا المهرجان بادية للعيان من خلال عروض الشباب أنفسهم، ما أثار إعجابي لدى رؤيتي لهؤلاء الشباب هو عنصر التشجيع الذي حضو به فيما بينهم، في إطار العلاقة الجدلية بين العروض المقدمة وبين الشعار كان ارتسام الباحث الأنتربولوجي عبد الباقي بلفقيه، الشعار كان رصد استباقي داعم لهذا الحلم الإنساني ذو الترويح المحلي والعالمي في نفس الآن والساعي إلى فتح آفاق ممكنة لدينامية تأخذ بالاعتبار إشكالية الشباب والإبداع والمجتمع. وبقي الشعار حاضرا في كل فقرات المهرجان من تم كان عمل الورشات التي تحاورت مع الجسد والروح للبوح بالغامض والصامت من التعبير، ليأخذ الجسد حريته وبالتالي يأخذ التعبير طلاقته، وكان الرهان مشروع مشرع على الآتي وعلى جهد كل فرد من المستفيدين الذي وصلته قناعة أن جسده كنز لم يستكشف بعد وإن حصل هذا الإكتشاف ستتم المصالحة وبالتالي التطور والتحول. تكاملا مع الرؤية في جانبها النظري وتلاقح الثقافات وبسط وجهات النظر والمرافعات التكاملية عبر بعد تواصلي وتكويني، كانت ليالي المهرجان مناقشة للعروض، وفي نفس المحور أقيمت مائدة مستديرة في محور التكوين الفني والمسرحي في الجامعة، قدمت فيها شهادات لمسؤولين بيداغوجيين عن مؤسسات جامعية من تونس وأمريكا وألمانيا واسبانياوالمكسيك والمغرب، أجمعوا أن التكوين الفني والمسرحي بالجامعة أرقى الوسائل البيداغوجية نظريا وتطبيقيا وإن كان المجال التطبيقي يقود النظري وهذا هو الأهم الذي يقدمه الفن والمسرح للمجتمع بل للحياة. وقد اندرجت في التصور فكرة الاحتفاء والتكريم، كرمت متوجة الدورة الخامسة كأحسن ممثلة وهي شابة في مقتبل الفن الفنانة المحترفة حاليا وهي خريجة المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي عبر بوابة المسرح الجامعي، الفنانة سعيدة بعدي، والممثل والمخرج الذي تدرج من مسرح الهواة بفاس إلى أن أصبح مدير مسرح هانوفر بألمانيا المبدع عبد الفتاح الديوري الذي يعد وسيطا وسفيرا فنيا بين المغرب وألمانيا. لحظات حفل الاختتام في بهجة اللقاء ونجاح الدورة بكل المقاييس، نجاح رهان الشعار، نجاح تواصل الشباب مسرحيا، نجاح التواصل مع كافة الجمهور المهرجاني والطلابي والعموم في فضاءات العروض، فضاء عبد الله العروي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك، فضاء مسرح سيدي بليوط، فضاء مسرح مولاي الرشيد، نجاح المائدة المستديرة والورشات ومناقشة العروض، نجاح التفعيل الإعلامي... عن هذه البهجة كان حفل الاختتام تكريما للجميع، عبر العميد د.عبد المجيد القدوري بهذه المناسبة أنه حرصنا أن يكون المهرجان بيداغوجيا بالأساس وهادفا إلى تعميق البحث في فن المسرح على أساس أن يفتح أوراشا مستقبلية وأن يوجه الفن والفنان إلى ركوب تجارب جادة وجديدة حتى لا يكون تقليدا لمهرجانات أخرى...نختتم الدورة 24 لنفتح ملف الدورة 25 التي ستصادف الذكرى الفضية للمهرجان، نريدها أن تكون في المستوى، لهذا أسسنا لجنة فنية دولية لتهئ هذه الدورة في موضوع "قوس قزح" رمزا للانفتاح والتعايش والتسامح.. في بهجة لقاء حفل الاختتام كانت كلمة بل شهادة جامعة الحسن الثاني المحمدية كالتالي: إن تنظيم هذا المهرجان يعطي إشعاعا وطنيا ودوليا لجامعتنا باعتبارها فضاء للتكوين والإبداع على جميع المستويات، وهذا يوفر للطالب كل شروط العمل الجدي ويتيح له فرصة اللقاء والاحتكاك مع ثقافات وأفكار وتجارب أخرى. ووعيا بأهمية التكوين الفني والثقافي بالنسبة للشباب والحاجة الملحة لسوق الشغل لأطر متخصصة في هذا المجال، فإن جامعتنا ستعرف قريبا فتح أبواب المدرسة العليا للفنون التطبيقية. تقرير ونتائج لجنة التحكيم لقد اندرجت أشغال لجنة التحكيم ضمن هذا السياق، ولئن تركز اهتمامها على كل الأعمال المشاركة، فإن ما استرعى انتباهها هي تلك الأعمال التي تميزت بجرأة الطرح، وطرافة المواضيع، وجدة المقترح الجمالي المتجاوز للتقليد والمراهن على تطوير طرائق الأداء بما أنتج من أعمال حققت المتعة والتواصل والتأثير. 1 جائزة الأمل: لفرقة شعبة المسرح والدراسات الأدائية والرقص، الولاياتالمتحدةالأمريكية. 2 جائزة الأمل بالنسبة للنساء: مناصفة بين abbey foith sanders،الولاياتالمتحدةالأمريكية عن دورها في مسرحية "حفل الزواج ببرج إيفل" ومريم سفود عم دورها في مسرحية "تصبحون على خير" مراكش/المغرب. 3 جائزة الأمل بالنسبة للذكور: مناصفة بين نزار كلاش وحمدي حليلة عن دورهما في مسرحية "ثمن الحرية" للمركز الثقافي الجامعي منستير/تونس. 4 جائزة أحسن دور للإناث: elizabeth ortiz في مسرحية "طلب اليد" الجامعة المستقلة في بويبلا/ المكسيك. 5 جائزة أحسن دور ذكور: نور الدين سعدان عن دوره في مسرحية "البق ما يزهق" للمعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي/ المغرب. 6 جائزة التنويه: للفرقة المسرحية المشتركة بين جامعتي سان دياكو sain diego state الولاياتالمتحدة وجامعة الحسن الثاني المحمدية كلية الآداب والعلون الإنسانية بنمسيك الدارالبيضاء/ المغرب 7 جائزة السينوغرافيا: عادت إلى الفنان "سي صالح" فرقة المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي/ المغرب. 8 جائزة شعار المهرجان: لفرقة المركز الثقافي الجامعي بمنستير/ تونس. 9 جائزة الإخراج: aurel luca عن مسرحية القصيدة الايرلندية/ جامعة ali cuza de IASI،/ رومانيا. 10 جائزة لجنة التحكيم: لفرقة جامعة المسرح CUT BUAP/ المكسيك 11 الجائزة الكبرى: لفرقة VLADINIRTZEKOV/ غرناطة، اسبانيا.