أسدل الستار، على فعاليات الدورة الثانية لمهرجان المحمدية الوطني للمسرح الذي نظمته «جمعية هوس للفن» . وحسب العديد من الفعاليات التي شاركت في المهرجان أو تابعت بعض أنشطته، فالدورة عرفت نجاحا ملحوظا بفضل الجهود الجبارة التي بذلها الشباب المنظمون له، وذلك رغم أن الجهات المسؤولة محليا، وعلى رأسها المجلس الجماعي للمحمدية، لم تقدم أدنى دعم للتظاهرة وتهربت من واجبها في المساندة المادية والمعنوية لمبادرة شابة تحقق إشعاعا فنيا وثقافيا للمدينة.
على امتداد خمسة أيام إذن، كانت دار الشباب إبن خلدون ركحا استضاف ست فرق مسرحية وفدت من عدة مدن، كما شهد ندوات وورشات تكوينية أعقبت حفل افتتاح الدورة التي تميزت بعروض امتزج ضمنها التشخيص المسرحي والرقص الاستعراضي والغناء الشبابي. ولم يفت رئيس المهرجان، الفنان الشاب محمد بصالح، خلال حفل الافتتاح، التساؤل عن السر الكامن خلف تهميش الفعل الثقافي المبدع والجاد من قبل من يفترض فيهم دعمه، مؤكدا إصرار الجمعية المنظمة على الاستمرار في عقد مهرجانها سنويا وتطويره بغض الطرف عن كل ما يتطلبه ذلك من تضحيات من طرف فنانين شباب. ضمن المسابقة الرسمية للدورة، التي تكونت لجنة تحكيمها من محمد فرح وفايز بنكران وعبد المجيد شكير (رئيسا)، تبارت الأعمال التالية: «عادي عادي جدا» لفرقة إيماءات - صورة (آسفي)، «الكَمرة» لفرقة أطلانتيس (الدارالبيضاء)، «أرقام بريئة» لفرقة كوميديا أرت (تطوان)، «الشيخ سلام» لفرقة الأمل للمسرح (مكناس) و«اسمع يا عبد السميع» لفرقة عبد الكريم برشيد (الدارالبيضاء). كما تابع الجمهور عملا لفرقة أبعاد البيضاوية التي شخصت «إقامة جبرية» خارج المسابقة. وعقب اختتام العروض، قررت لجنة التحكيم توزيع جوائز الدورة كما يلي: - جائزة أحسن ممثلة لأمينة فرعون من فرقة عبد الكريم برشيد (البيضاء) عن دورها في مسرحية «اسمع يا عبد السميع»، جائزة أحسن ممثل مناصفة بين نوفل أبو صدقي وسربوت محمد من فرقة الأمل المسرحي (مكناس) عن دورهما في مسرحية «الشيخ سلام»، جائزة أحسن إخراج لحكيم حبي من فرقة أطلانتيس عن إخراجه لمسرحية «الكَمرة»، جائزة العرض المتكامل لفرقة أطلانتيس عن مسرحية «الكَمرة». وإذا كانت لجنة التحكيم قد ارتأت حجب جائزة أحسن نص خلال هذه السنة، فإن الدورة عرفت لحظات قوية نظرا للتكريم الذي حظي به في إطارها الفنان المقتدر أحمد الصعري. وقد اعتبر هذا الأخير تكريم فناني المحمدية الشباب له عربون وفاء واعتراف من الخلف للسلف، كما تذكر صداقات قديمة له بالمدينة ومحطات فنية جعلته يحط الرحال بها سابقا. على بعد أمتار إذن من مسرح السي عبد الرحيم بوعبيد الذي يصر من سقطوا بالمظلات على تدبير الشأن المحلي أن يظل موصدا، وأن يبقى عرضة للسرقة فقط، على بعد أمتار منه أشعل شباب جمعية «هوس» شموعا متوهجة في ليل فضالة الفني المعتم... ليل يتذكر بنوستالجية أيام الفنانين المسرحيين الغائبين اليوم: الحوري الحسين وأحمد واجيني، وكل من كان معهما يجعل المحمدية فضاء مسرحيا بامتياز يستقبل العروض المغربية والمغاربية ويدعمها.