عقد مئات من عرب مالي امس الاحد 3 يونيو الجاري مؤتمرا في اقصى جنوب شرق موريتانيا يستمر ثلاثة ايام لبحث الوضع في شمال البلاد الذي تحتله مجموعات مسلحة بينها انشقاقيون واسلاميون، على ما افاد مشاركون في الاجتماع. واوضحت المصادر التي تم الاتصال بها من نواكشوط ان المؤتمر الذي يجري في بلدة نبيكت الهواش الموريتانية يضم رؤساء قبائل محلية وسياسيين من داخل مالي ومن الشتات وبينهم خصوصا من يتحدر من مدينة تمبكتو (شمال غرب). وجاء في بيان صادر عن لجنة تنظيم اللقاء ان المؤتمر يهدف الى بحث "استراتيجية تقود الى الخروج من الازمة بشكل عادل ونهائي" في شمال مالي. وعلى اثر انقلاب عسكري ضد السلطة في باماكو في 22 اذار/مارس، سيطرت مجموعات مسلحة على شمال مالي بعدما كانت تقاتل الجيش منذ منتصف كانون الثاني/يناير. وبين هذه المجموعات المتمردون الطوارق من الحركة الوطنية لتحرير ازواد (علمانيون) وجماعة انصار الدين (اسلاميون) الداعية الى تطبيق الشريعة في جميع انحاء مالي والتي تسيطر حاليا على الارض مع حليفها تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي. وكان المتمردون الطوارق اعلنوا من طرف واحد في نيسان/ابريل استقلال "دولة ازواد"، المنطقة الممتدة من شمال شرق مالي الى شمال غربها، فيما رفضت باماكو والاسرة الدولية اعلان الاستقلال هذا. ويؤكد منظمو المؤتمر في البيان ان "وضع الاحتلال والامر الواقع (في الشمال) غير عادل وغير مقبول" و"اعلان استقلال ازواد (تم) بدون التشاور مسبقا مع المجموعات الاخرى" في هذه المنطقة. غير انهم ابدوا انفتاحهم على الحوار مع المتمردين الطوارق وانصار الدين وسائر مجموعات شمال مالي، عارضين توسيع الوساطة التي تقوم بها غرب افريقيا حاليا لتشمل فرنسا وموريتانيا والجزائر "والاعضاء الفاعلين في الاسرة الدولية". واعلنت انصار الدين والحركة الوطنية لتحرير ازواد في 26 ايار/مايو عن اتفاق يقضي بالدمج بينهما، ندد به الجمعة قسم من المتمردين الطوارق مشيرين الى خلافات حول الشريعة الاسلامية. لكن قادة من المجموعتين يواصلون منذ الجمعة بحث مشروع دمج الحركتين، بحسب ما افادت اوساطهما.