نتيجة لما يعرفه الاقتصاد الدولي من اضطرابات مالية و اقتصادية، و حاجة الشعوب إلى الاستقرار و تأمين حاجاتها من مصادر الطاقة و الغذاء، و نتيجة لما تعرفه الشعوب العربية من ثورات ضد الاستبداد و التسلط الذي تمخض عنه حراكا شعبيا و اجتماعيا ترجم وطنيا من خلال ما أحدثته حركة 20 فبراير في المشهد السياسي بالبلاد، جاءت محليا فكرة انعقاد المجلس الوطني ل " النقابة الوطنية لعمال الفوسفاط " التي تأسست في 1977 و المنضوية تحت لواء " الكونفدرالية الديمقراطية للشغل" يومي السبت 14 و الأحد 15 يناير 2012 بالمركز التربوي الجهوي بآسفي وذلك تحت شعار " رفع حجم الاستثمارات بالمؤسسة يلزم الرقي بأوضاع كل الفئات الفوسفاطية " بحضور حوالي 350 مسؤولا نقابيا من المراكز المنجمية و الكيماوية من مختلف مناطق المغرب و الادارة العامة و ميناء الشحن بالدار البيضاء و الشركات التابعة. سبقت أشغال هذا اللقاء التنظيمي السنوي ثاني أعلى هيأة تقريرية بعد المؤتمر،انعقاد لجنة إدارية داخلية لمناقشة الجانب المطلبي الذي يتضمن بالخصوص الوضع الاجتماعي و المادي و المهني للشغيلة الفوسفاطية . افتتح المجلس الوطني بعرض مفصل للكاتب الوطني للنقابة " العلمي الهوير" الذي ذكر في البداية بعنوان الدورة التي تحمل اسم الفقيد نجيب كرطي عضو المكتب الوطني و كاتب فرع المدينة المستضيفة الذي توفي منذ 8 أشهر و الذي تميز بدفاعه عن ملف الأمراض المهنية. ثم تلته كلمة اللجنة الوطنية للمتقاعدين، وبعد عرض التقرير المالي و تقييم الفترة الممتدة ما بين المجلسين ووضع التصور المستقبلي لاشتغال الأجهزة النقابية و التمثيلية، تمت مناقشة الأوضاع العامة للمؤسسة الفوسفاطية على ضوء الاستثمارات و الشراكات الدولية و ربطها بالوضع الاجتماعي المتدني للشغيلة التي تشكل قوة اقتصادية حقيقية من خلال مساهمتها في الناتج الداخلي العام، و رفع نسبة الصادرات الوطنية نتيجة انتعاش مبيعات المؤسسة و في جلب العملة الصعبة و رصد بذلك مبالغ مالية مهمة للاستثمارات و الشراكات مساهمة بذلك في تمويل الخزينة العامة للدولة. في إطار مقارنة بين حجم الاستثمارات الصناعية بالمؤسسة ، التي وصلت الى " 100 مليار درهم " على حد قول الهوير نتيجة للبرنامج الاستثماري الضخم 2010 - 2020 صار لزاما على الادارة العامة للقطاع رصد أغلفة مالية للاستثمار في العنصر البشري. باعتبارها تعيش حيفا جبائيا يؤثر على دخلها و على استفادتها الكاملة من السكن من جهة و تعيش مشاكل اجتماعية أخرى متعلقة بالترسيم، التغطية الصحية، منح مهنية والتقاعد من جهة أخرى. كما تم التأكيد على ضرورة الموازنة بينهما على أساس أن الاستثمار في الرأسمال البشري هو اللبنة الأساس للنهوض بقطاع الفوسفاط لكونه أهم المؤسسات ذات النفع العام لما تقوم به من دور في التنمية الاجتماعية و المجالية وطنيا و محليا. إيمانا منه بدور المرأة و الشباب كشريك أساسي في التحول الذي عرفه القطاع، خصص المكتب الوطني ضمن ورشاته الثلاث، ورشة خاصة بالشباب و المرأة تم خلالها الإشارة إلى الارتفاع المهم لنسبة النساء بالقطاعين المنجمي و الكيماوي، و لنسبة الشباب التي وصلت إلى 44 % الشئ الذي ألزم على النقابة التفكير في تأطير هاته الفئة و تأهيلها للمراحل المقبلة. لتختتم فعاليات المجلس بمناقشة العرضين، وتقييم أشغال دائرة المرأة الفوسفاطية و لجنة الشباب و الملف المطلبي إضافة إلى التنظيم و لجان التمثيلية والتي على أساسها تمت صياغة بيان ختامي شهدت مدينة الفخار على مشروعيته و لونت زرقة بحرها آمال الشغيلة الفوسفاطية بالعيش في غد أفضل.