كثيراً ما يُشعِل الخلافات في كل أنحاء العالم وأسئلة كثيرة تدور في فلكه ولا يجرؤ أحد على طرحها... إنه المال وبالتحديد مال الزوجة، فمن يديره ومن يتكفل بالأعباء المالية المنزلية؟ وهل على الزوجة أن تشارك بمالها الخاص أم يمكِنها الاحتفاظ به لنفسها؟ هذا بالإضافة إلى الكثير من الأسئلة المرتبطة بالمال والزواج التي نأمل الإجابة عليها في ما يلي. المال والعلاقة الحميمة والسعادة "العلاقة الحميمة بين الزوجين أهم من المال"... خلاصة أكدت عليها آخر الدراسات الإقتصادية والإجتماعية التي تفيد بأنّ السعادة التي يجنيها الشخص من العلاقة الحميمة، تفوق سعادته التي يشعر بها عند حصوله على مبلغ كبير من المال. أثناء ممارستها، يُفرز الدماغ هورمونات من بينها الأندروفين الذي يسبّب الشعور بالسعادة والراحة. وتسبّب زيادة ممارسة العلاقة الحميمة بين الزوجين من مرة في الشهر إلى مرة في الأسبوع نوعاً من السعادة التي تعادل في قوّتها الشعور بالفرح عند زيادة دخل الفرد بمقدار ضخم من المال. مع ذلك، تبقى مسألة المال من القضايا المهمة بين الزوجين، قد تؤدي إلى المشاكل وانعدام الثقة في حال لم يتم الإتفاق عليها مسبقاً. وتعتبر العلاقة المادية بين الزوجين من الأمور التي لا بدّ من أن تقوم على التوعية والتأهيل تفادياً للكثير من حالات الطلاق. ولأن الشراكة بين الطرفين من مقومات العلاقة الزوجية الصحيحة والناجحة في وقتنا الحاضر، من الضروري مناقشة العلاقة المالية منذ بداية الزواج بكل شفافية وإتخاذ جميع قرارات التعامل السليم على المدى القصير والطويل. مال المرأة بطريقة عادلة وتفاهم مشترك، يتم الإتفاق بين الرجل وزوجته حول مدخولها أو مالها الخاص. صحيح أنّه في حال عملها خارج المنزل، فالراتب حق للمرأة. وعلى الزوج تأمين كامل نفقاتها في الحالتين. إلا أنّ المشاركة تعتبر عصب هذه الأيام بسبب الحالة الإقتصادية العالمية المتردية. وليس بالإكراه تكون المشاركة أو حباً بسيطرة الرجل على حياة الزوجة واستقلاليتها إجتماعياً ونفسياً ومادياً، بل تراضياً وبالمعروف والحب. أيها الرجل لا تنسَ! مّما سبق في الشرع وعرف الحياة، على الرجل أن يتذكر دوماً أن إعلامِ الزوجة له بالذمة المالية الخاصة بها، يُعتبر فضلاً منها وليس واجباً عليها. إعتقاد لطالما أدركه الزوج والرجال، لكن عدم التفكير في الأمر جعله مع مرور الزمن عادةً تكرّست كواجب، وليس ذوقاً من الزوجة واحتراماً لكرامة زوجها وكيانه.