وراء جدران هذا المستشفى تقبع الأم "م"، حيث تتلقى العلاج النفسي. قصة السيدة "م" تبدأ عندما حاول زوجها الانفصال عنها، فحاولت بكل قواها أن تسترجعه بأن أنجبت منه الولد الثاني، لكن هذا لم يمنعه بعد ذلك من تركها مع استمراره في الاعتناء بالأبناء وحاجياتهم. هذه المشكلة تفاقمت لدى الأم "م" فجعلتها تنعزل شيئا فشيئا عن محيطها، فلم يعد يُسمح للأب بزيارة أبنائه ولم تعد تُكثر هي من زيارة أهلها، فقد أصبحت تعاني من اكتئاب شديد دام لأكثر من خمس سنوات أدى إلى اضطراب في شخصيتها وبالتالي تناولها الأدوية. في مساء يوم الإثنين الثالث من فبراير 2008، أعطت الأم مخدرا لأطفالها الإثنين- الإبن البالغ من العمر 8 سنوات، والبنت وعمرها سنتين- ثم قامت بخنقهما وقد وُجِدت آثار الخنق على جثة الإبن، ثم حاولت بعد ذلك الانتحار. وبعد مرور 12 ساعة استطاعت الشرطة اكتشاف الجريمة وذلك عن طريق أسرة الأم، عندما سمعت ابنتها تهدد بقتل أبنائها - ما نفته بعد ذلك- كما وأعلن التقرير الطبي عن ارتفاع كمية الأدوية في دم الأم. وفي 24 من أغسطس 2008م حكمت المحكمة على الأم بالسجن لمدة 15 سنة وتحويلها إلى مستشفى الأمراض النفسية بمدينة بدبورغ هاو . وقد تم دفن جثمان الأبناء من طرف الأب بالمغرب. كثيرا ما يتكرر مثل هذا الموقف؛ أمهات تقتل أبناءها وتضعها في الثلاجة، وأمهات تخنق أبناءها بطرق مختلفة وأخريات يرموهن بعد قتلهم في الغابات، ولا توجد أي إحصائيات دقيقة تتعلق بهذه الجرائم. وهناك من تقتلهن قبل ولادتهم من خلال الإجهاض، وقدمت في هذا الإطار الجمعية المغربية لمحاربة الإجهاض قبل حوالي سنة أرقاما مخيفة عن معدلات الإجهاض السري بالمغرب، والتي بلغت حد 800 حالة يومياً. الدوافع تكون إما الغضب أوالانتقام أو اليأس أو الفقر والحاجة أوالاكتئاب أو الخوف من العار والفضيحة... ولمعرفة الأسباب المؤدية إلى قتل الأمهات لأبنائهن كان لنا هذا اللقاء مع الدكتورة ثمر حبابه أخصائية نفسية وطبيبة نسائية: