ناكر يتحدث في مؤتمر صحفي محاطا بأعضاء من اتحاد الثوار (الفرنسية) هدد قائد عسكري للثوار الليبيين بالإطاحة بالحكومة القادمة إذا لم تلب مطالب بتمثيلهم مما يعكس حالة من الانقسام تعمق الخلافات القائمة بين الفصائل المسلحة التي ساهمت في إسقاط نظام العقيد معمر القذافي قبل أيام من إعلان تشكيل الحكومة الانتقالية. فقد حذر عبد الله ناكر قائد مجلس ثوار طرابلس في مقابلة مع وكالة رويترز نشرت الخميس بأن أنصاره لن يترددوا في الإطاحة بالحكومة المقبلة إذا لم تعكس تمثيلا صحيحا للثوار في صفوفها. وأوضح ناكر -الذي كان يتحدث في قاعدة لأنصاره بمقر شركة مملوكة للدولة- أن القوات التابعة له موجودة على الأرض والقرار النهائي سيكون لها، فيما ذكر مراسل رويترز مشاهدته لآلاف الرجال المسلحين الموالين لناكر وهم يستعدون للقيام بدوريات أمنية ليلية في العاصمة الليبية. وطالب ناكر رئيس الوزراء الليبي عبد الرحيم الكيب بتعيين وزراء يمثلون الثوار الشبان الذين أطاحوا بالقذافي، وقال إن رجاله سيحتجون في شتى أنحاء البلاد سلميا "في بادئ الأمر"، لكنه عاد وأكد أنه لن يتردد في استخدام السلاح "إذا لم يعجبهم التشكيل الوزاري الجديد". بلحاج واللافت للنظر أن ناكر شدد على رفضه لأي دور في الحكم لعبد الحكيم بلحاج الذي عينه المجلس الوطني الانتقالي قائدا للمجلس العسكري لطرابلس. وكان ناكر قد قابل الخميس وفدا من ثوار مدينة بنغازي وأصدروا بيانا مشتركا في طرابلس يطالب الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة عبد الرحيم الكيب بتلبية مطالبهم بأن يكون لهم دور في الحكومة وفي القيادة العسكرية الجديدة. من جانبه، طالب رئيس المجلس العسكري في طرابلس عبد الحكيم بلحاج رئيس الحكومة الكيب بإعطاء مناصب وزارية للثوار وعدم إقصائهم من مناصب في مختلف مؤسسات الدولة الليبية، وأكد في استعراض عسكري يقام لأول مرة منذ انتصار الثورة على ضرورة أن تعمل القيادة الجديدة على إزالة مظاهر التسلح من البلاد. رئيس الأركان وفيما يتصل بقضية خلافية أخرى، رفض العديد من ممثلي الفصائل المسلحة التي شاركت في الثورة قيام ضباط في الجيش الليبي السابق بتعيين رئيس جديد لأركان "الجيش الوطني" المزمع تشكيله، ودعوا في بيان صدر باسم "اتحاد الثوار" إلى إرجاء تعيين رئيس للأركان حتى تأليف حكومة جديدة. وجاء في البيان الذي صدر الخميس أنه من الواجب اختيار رئيس الأركان من بين المقاتلين الذين كانوا في الصفوف الأولى على جبهات" المعارك ضد نظام الزعيم الليبي السابق معمر القذافي، حيث أوضح منير مساعد -الذي تلا البيان- أن الثوار ليسوا ضد حفتر كشخص بل ضد طريقة تعيينه. وكان نحو 150 ضابطا وضابط صف في الجيش الليبي السابق -التحقوا بالثوار- قد اجتمعوا في وقت سابق بمدينة البيضاء على بعد 200 كلم من بنغازي شرق ليبيا ووافقوا بالإجماع على تعيين خليفة حفتر رئيسا للأركان، و"إعادة إحياء" الجيش الذي لا يزال ينتظر إعادة تشكيله رسميا. تشكيل الحكومة وكان رئيس الحكومة الليبية المكلف عبد الرحيم الكيب قد أكد الخمبس في لقاء للصلح بين مدينتي الزاوية وسهل جفارة على خلفية الأحداث الدامية التي وقعت بينهما أكد أن المصالحة ستشمل كل الليبيين وأنه سيفعل القضاء وقانون العدالة الانتقالية. وتأتي هذه التصريحات الداعية إلى مصالحة شاملة بين الليبيين بعد سلسلة من الاعتداءات طالت العديد من المرافق خاصة المستشفيات. ورجحت شخصيات مقربة من المجلس الوطني الانتقالي أن يقدم الكيب مسودة تشكيل الحكومة إلى المجلس غدا السبت أو الأحد المقبل التي ستتضمن حسب تصريحات الكيب شخصيات كفؤة لقيادة المرحلة الانتقالية في البلاد قبل إجراء انتخابات عامة في البلاد. وذكرت مصادر مطلعة أن الكيب يواجه عقبات صعبة أهمها شروط المعارضة الرافضة لأي دور سياسي لشخصيات كانت قريبة من النظام السابق فضلا عن الخلافات القائمة حاليا بين قادة الثورة العلمانيين والتيار الإسلامي.