طبع المشهد السياسي و الحزبي المغربي خلال سنة 2017 الكثير من الأحداث السياسية التي ستظل عالقة في أدهان المتتبعين للشأن السياسي المغربي , فهي السنة التي عرفت أول بلوكاج سياسي ,و سقوط زعامات سياسية حزبية ظلت لسنوات تؤثث المشهد السياسي المغربي كما عرفت هذه السنة تغيير الكثير من الأحزاب المغربية لزعاماتها . البلوكاج الحكومي و التراشق بين الحلفاء الأعداء مباشرة بعد فوز العدالة و التنمية بانتخابات 6 أكتوبر 2016 بعدد مقاعد يفوق كل التوقعات ظن الكثيرين أن مسألة تشكل الحكومة هي مسألة أيام فقط , خاصة و أن العدالة و التنمية كان يقود الحكومة السابقة و مقاعده إضافة إلى مقاعد حلفائه في الحكومة السابقة تمنح له الأغلبية النيابية في البرلمان , لكن سرعان ما بدا التراشق بين حلفاء الأمس و خرجت البلاغات و البلاغات المضادة بين أهم مكونين في التحالف الحكومي العدالة و التنمية و التجمع الوطني للأحرار , ليبدأ أهم حدث سياسي عرفه المغرب في 2017 هو حدث البلوكاج السياسي الذي سيعرفه المغرب لمدة تزيد عن 6 أشهر . ابن كيران ضحية البلوكاج واجه بنكيران صعوبة كبيرة في تشكيل حكومته الثانية بعدما تموقع كل من أخنوش و ساجد و العنصر و إدريس لشكر في تحالف رباعي رافضين تشكيل الحكومة مع بنكيرن فارضين شروط كان يراها الأخير تعجيزية و تهين الإرادة الشعبية و الانتخابية حسب ما كان يدبج في بلاغاته التي كان يعممها على الإعلام بعد كل اجتماع للأمانة العامة لحزبه , و هو الأمر الذي أطال من عمر البلوكاج ليجد بنكيران نفسه خارج المفاوضات بقوة الفصل 47 من الدستور الذي لجأ إليه الملك محمد السادس لإعفاء بنكيران . المؤتمرات الحزبية مؤتمر الصحون الطائرة …شباط خارج قلعة العزيزية دخل مناضلو حزب الاستقلال في أواخر الشهر التاسع من سنة 2017 مؤتمرهم وسط انقسام كبير يسود مؤتمري الحزب حول اختيار القيادة التي ستقود الحزب , حيث كان على الاستقلاليين الاختيار بين حميد شباط الأمين العام في تلك الفترة و نزار البركة المدعوم من الرجل القوي حمدي ولد الرشيد , هذا الانقسام و الصراع سيؤثر على سير أشغال المؤتمر لتندلع حرب صحون بين أعضاء الحزب خلال وجبة عشاء في اليوم الأول من المؤتمر , لينتهي المؤتمر أشغاله بانتخاب نزار بركو أمينا عاما للاستقلال خلفا لحميد شباط. مؤتمر العدالة و التنمية …جدل الولاية الثالثة عاش حزب العدالة و التنمية مند إعفاء أمينه العام عبد الاله بنكيران و تعيين العثماني بديلا له , على وقع نقاشات واسعة تطورت في أحيان كثيرة إلى خلافات , حول صيغة الحكومة و طريقة تشكيلها و فقدان الحزب لأهم القطاعات الاستراتيجية لصالح أخنوش و حلفائه , و سيزداد نقاشا قوة حين سيتعلق الأمر بالولاية الثالثة والمستقبل السياسي للأمين العام حينها عبد الإله ابن كيران الذي كان قد قضى ولايتين على رأس الحزب و لا يحق له الترشح لولاية ثالثة و هو ما دفع بعض المحسوبين على بنكيران للدفع في اتجاه تغيير القانون الداخلي للحزب الأمر الذي رفه تيار آخر داخل الحزب محسوب على حركة التوحيد و الإصلاح و تيار الاستوزار , ليلجأ الطرفين معا إلى عقد دورة للمجلس الوطني الوطني للتصويت على الأمر ليرفض أعضاء المجلس الوطني تعديل القانون و بهذا يكون قد قطع الطريق على الولاية الثالثة لبنكيران و يتوجه الحزب لعقد مؤتمره في الشهر الأخير من سنة 2017 و الذي توج سعد الدين العثماني أمينا عاما للعدالة و التنمية خلفا لبنكيران . مؤتمر الاتحاد الاشتراكي …لشكر كاتبا عاما قبل بداية المؤتمر عرف المؤتمر العاشر لحزب التقدم و الاشتراكية تقليد غير مسبوق في تاريخ الأحزاب المغربية، حيث نصب المؤتمرون لشكر كاتبا عاما للحزب يوما قبل المرور لتلقي الترشيحات للمجلس الوطني وانتخابه،حيث تم التصويت بالتصفيق على المرشح الوحيد، ادريس لشكر كاتبا أول لولاية ثانية. إلياس العماري استقالة أم إقالة مباشرة بعد خسارة حزبه لانتخابات أكتوبر رغم كل الدعم الذي قدم له من طرف من يقفون وراء حزبه , قرر إلياس العماري الاستقالة من الأمانة العامة للحزب , لكن هذه الاستقالة ظلت محل شك في الأوساط السياسية , حيث تحدث الكثيرين على إلياس قدم استقالته من الحزب مكرها لا مخيرا , و أن هناك جهات لم يعد يروقها تواجد إلياس على رأس البام .