وثائق جديدة أفرجت عنها وكالة الاستخبارات الأمريكية CIA تتناول أسرارا بالغة الحساسية عن الموقف الأمريكي من الصحراء المغربية ومعلومات دقيقة عن الأطراف المنخرطة في النزاع. الوثائق التي صنفت بالسرية جدا، والتي كتب معظمها وزير الخارجية الشهير هنري كسنجر، ذكرت أن «الوجود العسكري الإسباني في الصحراء يمكن أن يثير صراعا، وإذا خسر المغرب هذا الرهان يمكن أن يسبب سقوط الحكومة الحالية في الرباط، ويمكن كذلك أن يثير أيضا أزمة سياسية في مدريد»، مضيفة «بالإمكان أن يكون ثمة تدخل محتمل للدول الأخرى في الصراع، والجزائر لديها اهتمام خاص بإضعاف المغرب وإذكاء مطالب موريتانيا، على الرغم من أن الأخيرة ترى أن مصلحتها في تجنب المشاركة العسكرية». وتحلل النقطة الأولى من الوثيقة الحالة السياسية التي واجهها الحسن الثاني، إذ حسب الوثائق، فقد «كرر الإعراب عن نيته تحرير الصحراء الإسبانية قبل نهاية العام بالقوة إذا لزم الأمر»، بل «وعد بأن ينتظر قرار محكمة العدل الدولية بشأن المطالبات الإقليمية المغربية الموريتانية، لكن الحسن الثاني يستثمر الظروف الحالية لأنه يعرف جيدا ضعف الحكومة الإسبانية، في إشارة واضحة إلى المرض الذي بعد أسابيع قليلة من شأنه أن ينهي حياة فرانسيسكو فرانكو». وقد أدى هذا الظرف، وفقا لنص وكالة الاستخبارات المركزية، إلى اتخاذ قرار أكثر طموحا، وفي إطار هذه التدابير، سيقوم العاهل المغربي بتقييم أن «التدخل العسكري في المنطقة يمكن أن يثير وساطة دولية مواتية».