الأساتذة صانعو الأجيال و مربوها، قال فيهم الشاعر "قم للمعلم و وفه التبجيلا"، غير أنه في المغرب نوفه الصد من خلال منع احتجاجاته، صانعوا الأجيال أولائك الذين صدوا بالقوة و التعنيف فمنهم المجاز و منهم الدكتور، كلهم وقعوا على قبول المرسومين قبل ولوج مراكز التكوين و بعد القبول خرجوا للاحتجاج، أترى ذلك ذكاء منهم لضمان التدريب أم غباء إمضاء ما ليس في مصلحتهم فقط لضمان مقعد بين الصفوف؟ أم أن هنالك من يركب على ملفهم المطلبي للمطالبة بنضال أودى لما أودى إليه ؟. هذه السنة الدراسية، هي سنة احتجاجات الطلبة بامتياز فبعد الطلبة الأطباء، احتج الأساتذة المتدربون، فتوقيع مرسومين لم و لن يكونا في مصلحتهم حسب ما يقولون في حين أن الحكومة ترد بقولها أن الحال لطالما كان هكذا؛ إلا أن المرسومين جاءا للتأكيد. 10000 أستاذ متدرب سيعين 7000 منها في حين أن 3000 الباقية لها الحق في إعادة الترشيح السنة المقبلة و ذلك لكون أحد المرسومين خرج لتقنين قانون التعيين، فبعد مباراة الولوج و التكوين لسنتين سيجد الأساتذة أنفسهم أمام مباراة للتوظيف. الطلبة الأساتذة لهم ملف مطلبي واضح لا للمرسومين، و وزارة بلمختار و الحكومة لا تؤكدان التنازل عليهما، إلا أن التصعيد و اختراق جدار الأمن بإنزكان أضافا مطلبا لملفهم و هو حرية الاحتجاج، حيث إن قمعهم من التظاهر و بالقوة و التعنيف شيء لا يتقبله أي كان، إلا أن الحكومة في شخص رئيسها أجابت أن الأمر كان بالفض لا بالتدخل العنيف، رئيس الحكومة السيد عبد الإله بنكيران قال إن رد الحكومة بالشارع لم يكن لديه به علم، في حين أن وزير الداخلية صرح أنه شاوره في الأمر. فتح تحقيق في مسألة التعنيف أي أن الحكومة تريد تأكيد عدم أمرها بالتعنيف، ففي الغرفة الأولى من البرلمان كان احتجاج أحد فرق المعارضة برفع شعارات ضد العنف و منع التظاهر و هو حق مشروع ينص عليه الدستور ، إلا أن رئيس الحكومة و كعادته أجاب بصرامة من خلال خطاب كوميدي أن التظاهر يوجب الترخيص ما لم يكن عليه الحال في أغلب مظاهرات الأساتذة، هل يا ترى هذا مبرر غير مباشر على ما أحدثته الداخلية بالطلبة من انتهاك في حقهم؟. جمعيات حقوقية و أحزاب سياسية و منابر عدة أصدرت بيانات تدين فيها ما وقع في حين أن المجلس الوطني لحقوق الإنسان لم يتدخل بقوة في هذا الملف، غير أن نشطاء الفيسبوك ممن كانوا يحضرون بعض الاحتجاجات من بعيد أكدوا أن تدخل بعض الفصائل الطلابية و قيامها بالتصعيد و رفعها لشعارات لا تمت بصلة بالاحتجاجات التي استفزت الأمن وجعلته يقوم بما قام به، سؤال آخر ينبغي طرحه هنا لماذا يا ترى رغم الصدامات بين الحكومة و الطلبة الأطباء لم يصل الحال معهم إلى ما وصل إليه مع الأساتذة المتدربين، هل الأطباء أذكى ؟، رئيس الحكومة وجه كلاما لمتعاطفيه و كذلك لأولياء الطلبة أن عليهم عقلنة معارفهم من المحتجين، هل يعتبر ذلك تهديدا من داخل المؤسسة الحكومية أم أن بنكيران خاف من تطور الأمور خصوصا و أن السنة انتخابية بامتياز؟، فهل يشك بنكيران في عفاريته بافتعال الفوضى و عرقلة سير الحكومة أم يحاول كل منه ومن داخلية الوطن التغاضي عن خطأ فادح قاموا به ضد بُنات الوطن من أساتذة و معلمين؟. و نبقى حائرين بين مطرقة إيجاد حل لمرسومين لم يخرجا بعد في الجريدة الرسمية عكس ما يقول المحتجين، و بين سندان تطاول الحكومة على حق الإضراب، فكل الدول كانت تتبع إمكانية الفض بخراطيش المياه إلا أن العنف عرف السبق هذه المرة . سلمى براق