ثلاثة أسابيع فقط تفصلنا على المقابلة الحاسمة التي سيخوضها المنتخب المغربي ضد المنتخب الايفواري بأبيدجان برسم الجولة السادسة من التصفيات المؤهلة لكأس العالم روسيا 2018 ملايين المغاربة يعدون الأيام عدا وهم ينتظر بشوق كبير ماستسفر عنه موقعة ملعب هوفيت بواني الذي سيكون شاهدا على نزال تاريخي بين الأسود والفيلة . وفي ظل الاهتمام الإعلامي و الجماهيري الكبير باللقاء الذي يعد بمثابة فرصة لاتعوض لرجال رونار من أجل العودة للعالمية من بوابة مونديال روسيا 2018 يظهر اهتمام آخر من طرف فئة من الجمهور المغربي الراغبة في التنقل مع المنتخب لأبيدجان. فإذا كانت عيون الجماهير المغربية ستكون مسلطة يوم 11 من نونبر على "قناة الرياضية" لمشاهدة لقاء المنتخب الحاسم فإنه بالمقابل هناك فئة عريضة من الجمهور فضلت تحمل عناء السفر والتنقل للعاصمة الايفوارية لمساندة الأسود ومعاينة اللقاء من قلب الملعب في موقف يجسد بشكل بالغ روح الوطنية لدى هؤلاء المشجعين . لكن وللأسف فرسالة المشجعين المغاربة الذين أبدوا رغبة في السفر للكوت ديفوار من مالهم الخاص لتشجيع الأسود لم تلقى لحد الساعة ذلك الاهتمام اللازم من طرف المسؤولين المغاربة فالبرغم من أن الجامعة قررت إبرام اتفاقية مع وزارة الشباب والرياضة والخطوط الملكية المغربية من أجل تسهيل مهمة الجماهير المغربية الراغبة في التنقل إلى الكوت ديفوار لمساندة المنتخب بثمن لايتعدى 2000 درهم إلا أن سقف الانتظارات كان أقل بكثير من المتوقع في مثل هذه المناسبات التي تتطلب تظافر الجهود من أجل تحقيق حلم العبور للمونديال إن لم نقل أنها تتطلب روحا عالية من الوطنية التي كان من المفروض أن تحرك بعض الشخصيات والمؤسسات للمساهمة أو التكفل بتنقل المشجعين المغاربة للكوت ديفوار بشكل مجاني أو بعبارة أصح بصفر درهم . فكلنا يتذكر كيف تكفل رجال أعمال جزائريين سنة 2010 بمصاريف تنقل مئات المشجعين نحو السودان لمساندة منتخبهم في اللقاء الحاسم ضد المنتخب المصري في مشهد جسد آنذاك روح الوطنية لدى الفاعلين الاقتصاديين في الجارة الجزائر وهو الموقف الذي كنا نتمنى أن نشاهده قبل موقعة أبيدجان يتكرر من جانب نخبة رجال الأعمال المغاربة أو من طرف بعض المؤسسات الاقتصادية الكبرى التي كان بإمكانها التكفل بمصاريف تنقل المئات إن لم نقل آلالاف للكوت ديفوار في مشهد كان بكل تأكيد سيرفع من شعبية ومكانة هؤلاء الأشخاص والمؤسسات لدى المغاربة لكن هيهات هيهات فالفرق بين الأماني والواقع يبقى كالمسافة الفاصلة بين السماء والأرض .