إن فقدان القدرة على شم رائحة النعناع والأسماك والبرتقال والورود والجلد يمكن أن يكون علامة إنذار مبكرة على الإصابة بالخرف، وفقا لدراسة جديدة. واختبر العلماء قدرة ما يقرب من 3 آلاف شخص تتراوح أعمارهم بين 57 و85 عاما، للكشف عن هذه الروائح الخمس. وبعد مرور 5 سنوات تقريبا، كان معظم الأشخاص الذين لم يتمكنوا من التعرف على واحدة من هذه الروائح الخمس، يعانون من الخرف، بالإضافة إلى إصابة ما يقرب من 80% من أولئك الذين قدموا إجابة واحدة صحيحة أو اثنتين فقط. وقال الخبراء إن الناس قد يفقدون شعورهم بالروائح، لأسباب أخرى كشفتها دراسة أخرى لا تؤيد فكرة أن "اختبار الرائحة سيكون أداة مفيدة للتنبؤ بالخرف". وذكرت الباحثة جايانت بينتو، من جامعة شيكاغو إن "فقدان الشعور بالرائحة إشارة قوية على الإصابة بأضرار كبيرة. ويمكن أن يوفر اختبار الرائحة وسيلة سريعة وغير مكلفة، لتحديد أولئك المصابين بأضرار خطيرة". وقال البروفيسور بينتو: "تظهر النتائج أن الشعور بالرائحة مرتبط بشكل وثيق بوظيفة الدماغ والصحة، ونحن نقدر الوظيفة الحسية على نطاق أوسع، وقد تكون علامة مبكرة وهامة على الإصابة بالخرف". ونُشرت ورقة بحثية تصف الدراسة، في مجلة الجمعية الأمريكية لطب الشيخوخة. وفي عام 2014، وجد الباحثون أن فقدان الشعور بالرائحة، ارتبط بزيادة خطر الوفاة في غضون 5 سنوات. ويمكن أن يؤثر فقدان هذا الشعور على رفاهية الناس، ونمط الحياة والتغذية والصحة النفسية. وأضاف بينتو أن "عدم القدرة على الشم مرتبط أيضا بالاكتئاب، لأن الناس لا يحصلون على الكثير من المتعة في الحياة". ويحتوي نظام الشم على خلايا جذعية تجدد نفسها، بحيث يمكن أن يشير انخفاض القدرة على شم الروائح، إلى انخفاض قدرة الدماغ على إعادة بناء المكونات الرئيسة التي تتناقص مع التقدم في السن.