بعد فشل الانقلاب بتركيا ليلة ال15 من يوليوز 2016، أصبحت الإعلاميتان التركيتان، تيجان قراش وهاندي فرات حديث وسائل الإعلام سواء المحلية أو العالمية، وذلك لنجاحهما في إفشال الانقلاب على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. تيجان قراش، الصحفية التي تعمل في التلفزيون التركي الحكومي اختارها الانقلابيون ليلة الجمعة 15 يوليوز 2016، لقراءة بيان الانقلاب تحت التهديد بالسلاح الأبيض، وذلك بعدما حاصروا مقر قناة "تي أر تي" التركية. وقد عرف العالم المذيعة التركية بعد ظهورها على شاشة القناة وهي شاحبة اللون تتلو البيان الموجه للشعب التركي الذي سرعان ما حلل قسمات وجه تيجان التي ترجمت الخوف الذي أحست به وهول القضية. وبحسبها فقد تأثر مواطنو بلدها بعينيها اللتين كانتا توحيان بقرب وقوع انقلاب في حال ما لم تتوحد كلمة الشعب التركي، وهذا إن دل فإنما يدل على أهمية الملامح في إيصال أفكار معينة وتأثر المشاهد بذلك. وبالفعل نجحت المذيعة التركية في التأثير على المواطنين الأتراك الذين اقتحموا مبنى القناة وطردوا الانقلابيين، لتظهر من جديد وسط زملائها وهي تتأسف على ما وقع وصرحت أنها كانت مسلوبة الإرادة تحت التهديد بالسلاح. من جهتها، سلطت الصحافة العالمية الضوء على هاندي فرات، المذيعة في قناة "سي إن إن تورك"، التي كشفت وقتها أنه عند سماعها بتحركات انقلابية ربطت الاتصال بأردوغان عبر تطبيق "بيرسكوب" للهواتف الذكية، من أجل مقابلة في برنامجها، مشيرة إلى أن الرئيس استجاب على الفور، كعادته، وبعدها أخبرت مديرها بالموضوع، ليطلب منها إخبار الرئيس بإجراء مقابلة مباشرة وهو ما تم بالفعل، حيث استطاع الرئيس التركي التواصل مع شعبه عبر تطبيق "فايس تايم" وطالب المواطنين بالخروج للشارع وإفشال الانقلاب. بدورها، نحجت المذيعة هاندي في إفشال الانقلاب ليلتها، وأطلق عليها لقب صاحبة أشهر مكالمة في تاريخ تركيا، حيث لعب هاتفها دورا حاسما في تغيير مسار الانقلاب، من خلال تلبية الشعب التركي لنداء رئيسهم الذي خاطبهم من تطبيق "فايس تايم". وكشفت المذيعة في وقت لاحق من الانقلاب، أن تلقت العديد من الاتصالات من أجل بيع هاتفها، وأن رجال أعمال من السعودية وقطر وتركيا عرضوا عليها شراء مقابل مبالغ طائلة إلا أنها رفضت ذلك واختارت أن تحتفظ بالهاتف بمنزلها كذكرى. ويظهر جليا مدى أهمية الدور الذي يلعبه الإعلام في بث رسائل من شأنها أن تغير حياة شعب بأكمله مثل ما وقع مع الشعب التركي الذي ما أن تلقى نداء من الرئيس رجب طيب أردوغان حتى خرج مهرولا إلى الشوارع للتنديد بالانقلاب وبالتالي إفشاله والإطاحة بالانقلابيين.