دخل الكاتب والصحافي، عبد الباري عطوان، على خط الاحتجاجات التي شهدتها منطقة الريف، والتي أسفرت عن اعتقال 38 شخصا، ضمنهم قائد الحراك ناصر الزفزافي. وفي هذا السياق، قال عبد الباري عطوان في مقال رأي تم نشره في موقع "رأي اليوم" إن المظاهرات ذات الطابع السلمي التي انطلقت في منطقة الريف أكدت طوال الوقت أنها ذات طابع محلي صرف، وأنها مع الوحدة الترابية المغربية، وتتمسك بالدستور، وتعارض الانفصال القائم على منطلقات عرقية، ورفعت العلم المغربي الموحد، وان جميع مطالبها الشعبية المشروعة تتمحور حول العدالة الاجتماعية، وتوفير المساواة في التنمية وتوزيع الثروة. وأضاف أن "الحكومة المغربية استشعرت عدالة هذه المطالب وسارعت بالإعلان عن تخصيص مليار دولار لتمويل مشاريع تنمية في المنطقة في اعتراف منها بضرورة التجاوب مع مطالب الحراك، ومحاولة لامتصاص الأزمة والحيلولة دون امتداد الاحتجاجات إلى مناطق أخرى، وهذه خطوة أولى جيدة ومقدرة، ولكنها تظل قاصرة اذا لم تتوازى مع تحرك إصلاحي سريع". وأوضح عبد الباري عطوان أن "الأنباء القادمة من المغرب تفيد بان مدن كبرى مثل الدارالبيضاء وطنجة وأكادير شهدت مظاهرات تضامن مع نظيراتها في الحسيمة ومنطقة الريف، وهناك من يحذر "من أن النار تقترب من الحطب"، وأن اتساع نطاقها بات مرجحا بعد اعتقال السيد نصر الزفزافي الذي يوصف بأنه قائد هذا الحراك ومجموعة من زملائه. وهناك حالة من الاستياء عبر عنها الكثير من النشطاء المغاربة على وسائل التواصل الاجتماعي من جراء طريقة معالجة السلطات المغربية لملف الريف، واستخدام القوات الأمنية العصا الغليظة الحديدية في التعاطي مع الحراك والمشاركين فيه، واتهام وسائل إعلامية مقربة من السلطة لقادة الحراك بالعمالة لجهات خارجية، بحسب تعبير عبد الباري عطوان، الذي أضاف قائلا "ولا بد من أخذ هذا الاستياء بعين الاعتبار والتعاطي معه واسبابه بكل الجدية من قبل السلطات الحاكمة في قمة الدولة، وتجنب كل أنواع الاستفزاز والتسرع في إطلاق الاتهامات دون التحقق منها'. وشدّد عبد الباري عطوان على أن "كرة اللهب في المغرب تزداد كبرا يوما بعد يوم، وهناك من أعداء المغرب وتجربته الديمقراطية المتقدمة وجوهرها التعايش من يريد أن يصب المزيد من الزيت فوقها حتى تزداد اشتعالا وتصل إلى حالة يصعب السيطرة عليها أو إطفاء لهيبها".