يظل التاريخ المغربي شاهدا على بطولة نساء مغربيات صنعن الملاحم وهن يقاومن الاستعمار الغاشم مقدمين بذلك أرواحهن الزكية فداء لهذا الوطن . ومن النساء المغربيات اللائي خلدن أسماؤهن بأحرف من ذهب في تاريخ المقاومة المغربية السيدة الأمازيغية عدجو أوموح التي اداقت المستعمر الفرنسي الويلات في معركة بوگافر سنة 1933 حيث قاتلت ببسالة منقطعت النظير حتى استشهدت في ساحة القتال . "عدجو مُوح نايت خويا علي" التي وُلِدت حوَالي 1905 بصاغرو، كانت ضمن الوفود العطاوية التي هاجرت رفقة زوجها لحسن نايت بوح نحو بوڭافر استجابة لمُنَادٍ ينادي في الأسواق والمداشر أن هبّوا إلى محاربة الفرنسيين "النصارى". وكانت هذه السيدة الأمازيغية ذات حُسن وجَمال عرف عنها خدمتها للمقاومين، وتشجيعهم على الدود عن الحمى وقتال المستعمر . وفي يوم ال28 من فبراير 1933، اقتنص أحد المقاومين أشهر قائد عسكري فرنسي ويدعى ؛ هنري دو لاسپيناس دو بورنازيل، المشهور ب"الرجل الأحمر" الامر الذي أصاب قيادات الجيش الفرنسي بالسعار فأمر الجنرال كاترو أعصابه وأمر بالقصف العشوائي لمنازل المقاومين فاستشهد الرجال منهم والنساء والأطفال، وكان ضمنهم زوج عدجو موح، إذ يقول الرواة الذين عايشوا تلك الأحداث إن قذيفة مزقت أشلاء زوجها أمام أعينها، الأمر الذي حرك في تلك المرأة الوديعة نزعة الانتقام من المستعمر الفرنسي . وعلى خطى المقاومين سارت عدجو فانتزعت بندقية من ذراع أحد الشهداء وانخرطت كالرجال في جبهات القتال ضاربت بذلك مثالا على عزيمة وقوة المرأة المغربية المجاهدة . وفي سياق صولاتها المتواصلة في ساحات المقاومة والجهاد يحتفظ التاريخ التليد بواقعة قتلها لأزيد من 40 عسكريا دفعة واحدة. ذلك أن معرفتها الدقيقة بشعاب وقمم بوڭافر، جعلتها تختار لها مكانا في قلعة منيعة ولما رأت، ذات صباح، فرقة مختلطة من الجنود الفرنسيين والكوم تتسلق إحدى الشعاب في اتجاه حصن جبلي يتحصّن فيه بعض المقاومين، أشارت إلى المقاومين بألا يُحرّكوا ساكنا حتى يصعد آخر جندي. وما أن تيقنت بأن أزيد من 200 عسكري يقتربون من إحدى القمم، حتى سارعت بدحرجة صخور كبيرة، جلاميد تتدحرج مُحدثة صوتا كالهدير، أحجار كبيرة تدوس الجنود ولا تبقي حيّا. هذه الواقعة الملحمية جعلت عدجو مُوح أيقونة الجهاد في صاغرو، حيث سطرت بوقوفها الملحمي في وجه المستعمر الفرنسي أرقى صور الصمود والذوذ عن الوطن .