يعود أصل هذه العادة حسب بعض الآراء إلى إفريقيا، وهي مستوحاة من أساطير قديمة تتحدث عن وحش تتدلى منه الجلود كان يزرع الرعب في الناس خاصة في البوادي النائية. وفي حكاية أخرى فبوجلود يرجع أصله إلى أزمنة كان فيها اللصوص يظهرون فيه على الناس في هيئات متخفية ومخيفة وهم يرتدون جلود الأكباش والماعز من أجل نهب وسرقة متاعهم وأموالهم دون أن يتعرف عليهم أحد. يقول الباحث إبراهيم أزروال : بوجلود من الفرجات المغربية الغنية بالدلالات والمعقدة التركيب، وهي بعد يعتني بالفرجة من حيث هي تمسرح وتشخيص لفرجات ونسج لعوالم، وإحالة على حالات واشتغال اللغة، وانتشاء بالنصوص وتلذذ بالباروديا وبالسخرية وبالفكاهة. وبتعبير آخر ف "بيلماون أو بوجلود أو بولبطاين" هو مهرجان شعبي يخلد فيه كعادة تراثية وذلك احتفالا بعيد الأضحى المبارك يمارسه شباب كثيرون، وهو عبارة عن احتفالات موسيقية وغنائية ورقصات شعبية رفقة أطفال صغار من الذين لديهم غيرة ورغبة في حمل المشعل. ويتكلف الشباب الآخرون باستخدام الأدوات الموسيقية المحلية كالطبل والدفوف وآلات أخرىالمرافقة لهم. من هو بوجلود: بوجلود هو شخص يختاره أهل المنطقة لارتداء جلود الأضاحي، حيث يلف نفسه بجلود الأضاحي خاصة جلود الماعز لخفتها ولمرونتها، ثم يطوف على أهالي القبيلة أو القرية لجمع ما تجود به أياديهم من المال أو جلود الأكباش، وتنشط هذه العادة بشكل مكثف في الدشيرة وهي مدينة قريبة من أكادير. هذه العادة داع صيتها بشكل كبير في المغرب بل تعدى حدوده، حيث أصبح يجلب آلاف المغاربة والأجانب لحضور احتفاله الذي يطبعه نوع من المتعة والغرابة المثيرين. غير أن بعض الشبان الطائشين أصبح يستغل هذه العادة المتجذرة في التاريخ من اجل كسب أو بالأحرى نهب مبلغ من المال يحصل عليه بطريقته الخاصة حيث يعمد إلى تقمص دور بوجلود، ويستغل فرصة كون الناس لن يستطيعوا التعرف عليه ليعتدي عليهم ويطلب منهم المال. اختلاف تسميات المهرجان بين المناطق: تسميات مهرجان «بوجلود» تختلف تبعا لكل منطقة في المغرب، فمثلا أهالي منطقة سوس (التي تضم مدينة أكادير) بجنوب غربي المغرب، يطلقون على المهرجان اسم «بوجلود» أو «بيلماون»، في حين يسمى في منطقة دكالة والشاوية، بوسط البلاد، ب«هرمة بولحلايس»، وفي مناطق الشمال ب«بولبطاين»، وعلى ساحل الأطلسي يقال له «ميمون» أو «أمعشار»، كما يدعى «بوهو» في مناطق عدة من غرب البلاد، وب«سونة» في شرقها، أما في المناطق الصحراوية فيعرف ب«سبع بطاين» لأن بطل الكرنفال يلبس سبعة جلود أو «بطاين» الأولى في اليد اليسرى، والثانية باليد اليمنى، والثالثة بالظهر، والرابعة على الصدر، والخامسة والسادسة على الرجلين اليمنى واليسرى، والسابعة توضع على الرأس بقناعها وقرنيها. وتجدر الإشارة إلى أن بعض الجمعيات تؤكد أن «بيلماون» تقليد بمنطقة سوس يجب الحفاظ عليه وصيانته من الشوائب التي تجعل بعض الدخلاء يسيئون إليه، لأنه إرث ثقافي يجب الحفاظ عليه.