كشفت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون"، أنها قد ترسل عددا غير محدود من قواتها البرية لسوريا، وذلك في إطار ما أسمته دعم الجهود الرامية للقضاء على تنظيم الدولة. وتشارك أمريكا في اطار التحالف عبر قوات جوية و500 مستشار عسكري موجودين فعليا على الأرض شمال سوريا، لتقديم الدعم والمشورة للحلفاء في الحرب ضد تنظيم داعش ، فيما تشارك القوات الجوية بتنفيذ عمليات قصف ضد معاقل التنظيم. ونشر موقع "ميليتري تايمز" تقريرا قال فيه، إن نشر أي قوات أمريكية برية في سوريا يتطلب موافقة الرئيس دونالد ترامب، ورغم أن الأمر لا زال في طور الدراسة، إلا أن البنتاغون أمر قادة ومستشارين في الجيش الأمريكي، برسم خطط تهدف لتوسيع المشاركة في الحرب ضد تنظيم داعش في سوريا. ورفض مسؤولون تأكيد أو نفي هذه الأخبار، لكن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية جيف ديفيس قال إن الرئيس الأمريكي طلب بالفعل من قادة في الجيش، وضع استراتيجية خلال 30 يوما، وذلك بغية تسريع الجهود الهادفة للقضاء على تنظيم داعش في سوريا. ومنذ دخل ترامب البيت الأبيض، تعهد بجلب المزيد من القوات للقضاء على تنظيم الدولة الذي يتخذ من الرقة شمال سوريا مقرا مركزيا له. ولفت التقرير إلى الحلف الاستراتيجي الذي تعقده الولاياتالمتحدة مع قوات سوريا الديمقراطية، التي ينضوي تحت إمرتها بضعة آلاف من المقاتلين الأكراد وذلك لقتال تنظيم داعش ، والتي تعتبرها واشنطن الحليف الجدير بالثقة والأكثر كفاءة في سوريا. وبين التقرير الرؤية المختلفة للرئيس ترامب عن سلفه أوباما، فبينما يرى الأول أن نشر قوات برية على نطاق واسع شمال سوريا سيكون بمثابة نقلة هامة واستراتيجية في الحرب على التنظيم، كان أوباما يوجه بالاعتماد على فرق القوات الخاصة الصغيرة، التي تتولى فقط مهمة التدريب وتقديم المشورة للمليشيات المتحالفة مع واشنطن. لكن التقرير لفت إلى أن ساحة المعركة في سوريا، أكثر تعقيدا من التوقعات بسبب عوامل عديدة، فالحرب الأهلية التي دخلت عامها السادس في سوريا، ووجود الطائرات الحربية الروسية لدعم قوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد مقابل مجموعات مختلفة مناهضة تجعل المشهد أكثر تعقيدا. بالإضافة إلى ذلك، فإن تركيا لديها عناصر قتالية كبيرة على الأرض تقاتل تنظيم داعش حول مدينة الباب، خاصة في المنطقة التي تمتد على 125 ميلا إلى الغرب من الرقة، وأشار التقرير إلى حالة الاشتباك المستمر بين المكونات المسلحة، كحادثة مقتل 3 جنود أتراك في غارة جوية روسية عن طريق الخطأ، وهو ما يعقد مهمة القوات الأمريكية المحتملة في سوريا. ومن غير الواضح كيف سيتم نشر أي قوات برية أمريكية برية للعمل في سوريا؛ بحسب التقرير الذي أشار إلى تصريحات قادة عسكريين قالوا إن "هناك حاجة ملحة لتحرير الرقة من تنظيم الدولة في ظل ورود معلومات استخبارية عن خطط محتملة لتنظيم داعش بهدف تنفيذ هجمات ضد الولاياتالمتحدة، وحلفائها في الشرق الأوسط وأوروبا". وختم التقرير بالقول إن واشنطن قد تسند للقوات البرية الأمريكية المنوي إرسالها مهمة إقامة "مناطق آمنة" في سوريا لنحو 11 مليون لاجئ ممن تم إجبارهم على ترك بيوتهم نتيجة الحرب المتواصلة.