أعرب مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية، عبد الحق الخيام، عن أسفه لغياب تعاون من جانب الجزائر في مجال مكافحة الإرهاب، ما قد يستغل ليس فقط من قبل المنظمات الإرهابية، ولكن أيضا من قبل الشبكات الإجرامية النشطة التي تتعاطى تهريب المخدرات والبشر والأسلحة. وقال الخيام، في حديث للصحيفة الإلكترونية (ريد مارويكوس) نشر في إطار ملف حول مكافحة الارهاب بالمغرب:" أعتقد أنه من الضروري أن يدرك جيراننا ضرورة خلق أجواء ملائمة للتبادل" في هذا المجال. وأوضح مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية، أنه بفضل الرؤية السديدة للملك محمد السادس، اعتمد المغرب سياسة متعددة الأبعاد واستراتيجية تقوم على إجراءات عملية واستباقية في مجال مكافحة الإرهاب. مبرزا أن الجهود والخبرة التي تمت مراكمتها في هذا المجال مكنت المملكة من أن تصبح نموذجا يحتذى به. وتابع الخيام في حديثه، بحسب ما أوردته وكالة المغرب العربي للأنباء، أنه إلى جانب انتشار الأسلحة في منطقة الساحل والصحراء، لاسيما بعد سقوط نظام القذافي، فإن الصراع الذي افتعلته الجزائر حول الصحراء المغربية يشجع على ظهور مثل هذه التهديدات الإرهابية، محذرا من تواطؤ عناصر "البوليساريو" مع المنظمات الإرهابية، علما أن نحو مائة انفصالي، حددت هويتهم، ينشطون في صفوف "داعش". وأضاف مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية، في سياق متصل، أن المغرب يخوض حربا ضد الإرهاب بكل أشكاله، مشيرا إلى أن التزام المملكة بمكافحة هذه الظاهرة ليس جديدا، وإنما يعود لعدة سنوات. مؤكدا أن التجربة المغربية في هذا المجال أضحت نموذجا يحتذى، وأنها لا تهم فقط الجانب الأمني، بل تشمل، أيضا، الجانب السوسيو اقتصادي والديني، مشيرا في هذا الصدد إلى أن الخبرة المغربية باتت مطلوبة من قبل عدد من البلدان في إفريقيا وأوروبا. وحذر من التهديد الإرهابي ومن الخطر الذي تمثله مناطق النزاع السورية العراقية والليبية، التي تنضاف إليها منطقة الساحل والصحراء، حيث تنشط العديد من المنظمات الإرهابية، ومنها "القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي" وجماعة "بوكو حرام".